أكّدت مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، هالة بدري، أن فوز الهيئة بجائزة «الابتكار من أجل الأثر» ضمن فئة المدن الذكية، خلال «قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، «يُمثّل تأكيداً لالتزامنا بتبني التقنيات المستقبلية لحفظ وترويج تراثنا»، مضيفة: «من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وأساليب غير تدخّلية، لا نحمي الماضي فحسب، بل نعزّز حضور دبي الثقافي على الساحة الدولية».

وحصدت «دبي للثقافة» الجائزة خلال القمة التي نظّمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، الجهة التابعة للأمم المتحدة والمتخصصة في التكنولوجيا الرقمية، وجاء هذا التكريم تتويجاً لجهود الهيئة الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي، من خلال مشروع «المسح والاستكشاف المعزز بالذكاء الاصطناعي في موقع ساروق الحديد الأثري».

واختيرت مبادرة ساروق الحديد كإحدى دراسات الحالة الفائزة في القمة، إذ أُدرجت ضمن التقرير النهائي للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وعرضت خلال جلسة «الابتكار من أجل الأثر: دراسات حالة فائزة».

وطُوّر المشروع بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إذ اعتمد على تقنية الاستشعار عن بُعد، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات المسح الجيوفيزيائي، مثل الرادار المخترق للأرض (GPR)، والمسح المغناطيسي، والخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، لاستكشاف أحد أبرز مواقع العصر الحديدي في المنطقة، وأسهمت الدراسة في كشف أكثر من 2500 قراءة تدل على احتمالية وجود قطع ومعالم ذات أهمية أثرية.

وتسلّط الجائزة الضوء على ريادة «دبي للثقافة» في دمج الابتكار ضمن القطاع الثقافي، وإسهاماتها الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعتمدة لدى الأمم المتحدة، كما تنسجم مع مهمة الهيئة في تمكين المواهب، ودعم الابتكار الإبداعي، وترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للثقافة والمعرفة.

من جهتها، قالت الرئيس التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في «دبي للثقافة»، منى القرق، إن «هذا الإنجاز يعكس قناعتنا بأن التراث والابتكار ليسا قوتين متضادتين، بل يُعدّان شريكين في بناء مستقبل مُلهِم، ونحن في (دبي للثقافة) نؤمن بأهمية توظيف التكنولوجيا الناشئة، بالتعاون مع شركاء يشاركوننا رؤيتنا، لإعادة تصور طرق حفظ التراث وإعادة تقديمه للعالم. ومثل هذه المشروعات تضعنا في طليعة الجهود الإقليمية والعالمية لإعادة تعريف مفهوم حماية التراث الثقافي».

وكان للتعاون مع جامعة خليفة دور محوري في نجاح المشروع، إذ تُعدّ الجامعة المطوّر الأصلي للتقنية المتقدمة غير التدخّلية المستخدمة في الدراسة.

منصة قادة ومبتكرين

تُعدّ «قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظّمها الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف بدعم ما يزيد على 40 جهة تابعة للأمم المتحدة، منصة عالمية تجمع القادة والمبتكرين، لاستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية بمختلف قطاعاتها، وأكّدت مشاركة «دبي للثقافة» في هذه القمة مكانة الإمارة المتقدمة على خريطة الابتكار والتقنية والاقتصاد الإبداعي عالمياً.

• التكريم جاء عن مشروع «المسح والاستكشاف المعزز بالذكاء الاصطناعي في موقع ساروق الحديد الأثري».

 

شاركها.
Exit mobile version