في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة يجرب الناس كل الحيل التي تساعدهم على خفض حرارة منازلهم؛ ابتداءً بتظليلها وصولاً إلى تركيب المراوح والمكيفات الهوائية.. ولكن على الأرجح، لم يجرب سوى عدد قليل من الناس طريقة بديلة اقترحها أحد المحاضرين الجامعيين لخفض درجة حرارة المباني، ألا وهي استخدام «الزبادي». 

فوفقاً للمحاضر الأول في المباني الصحية بجامعة لوبورو الدكتور بن روبرتس،، فإن وضع الزبادي على النوافذ الخارجية يمكن أن يخفض درجة الحرارة بما يصل إلى 3.5 درجات مئوية. 

وانطلقت فكرة الرجل – الذي استمر شهراً في تجاربه – من صعوبة تبريد المنازل خلال النهار، ما دفعه للبحث «عن حلول للتظليل، لمنع دخول الشمس إلى المنزل خلال النهار».

وفي مايو، أجرى الدكتور روبرتس وطالبة الدكتوراه نيلو توده – خرمان تجربة على منزلين تجريبيين متطابقين في جامعة لوبورو (المملكة المتحدة)، بوضع الزبادي على نوافذ أحدهما دون الآخر.

وجدت التجربة أن درجة الحرارة الداخلية للمنزل مع وضع الزبادي على النوافذ كانت أقل بمتوسط 0.6 درجة مئوية، ولكنها وصلت إلى 3.5 درجة مئوية كحد أقصى عندما كان الجو «حاراً ومشمساً». 

ووفقاً للدكتور روبرتس، يُشكل الزبادي طبقة رقيقة على النافذة نفسها، ويعكس بعض الإشعاع الشمسي الوارد نظراً لألوانه الفاتحة. وهذا يعني أن كمية الحرارة التي تمر عبر النافذة أقل. كما أكد لـ«بي بي سي» أن رائحة الزبادي تبقى لمدة «30 ثانية عند التجفيف»، ولكن بمجرد أن يجف «تختفي الرائحة».

وأضاف: جاءت الفكرة من محادثة مع توم غرينهيل، مؤلف موقع «Heatwave Toolkit»، الذي كان يفكر في «طرق منخفضة التكلفة» للحد من ارتفاع درجة الحرارة، لافتاً إلى أن غرينهيل حاول وضع الزبادي على منزله، لكن لم تُختبر هذه الطريقة من قبل. 

وفي تجربتهم، استخدم علماء جامعة لوبورو نوعاً من الزبادي اليوناني، وهو زبادي من السوبر ماركت، يحتوي على نسبة دهون تبلغ نحو 10%.

وعندما اطلع الدكتور روبرتس على نتائج البحث، قال إنه «فوجئ تماماً» لأنه لم يعتقد أنه سيكون «فعالاً إلى هذه الدرجة».

وأضاف أنه عندما أجروا تجارب باستخدام ورق القصدير – الذي يحجب «تقريباً» كل حرارة الشمس الواردة – لاحظوا انخفاضاً في درجة الحرارة القصوى يتراوح بين خمس وست درجات مئوية، لذا فقد «فوجئ بسرور» بنتائج تجربة «الزبادي».

وقال الدكتور روبرتس: «هذا يُظهر أهمية معالجة النوافذ وحلول الحماية الحرارية للنوافذ للحد من ارتفاع درجة الحرارة». 

فيما قالت الدكتورة زوي دي غروسا، مديرة الأبحاث في المعهد المعتمد لمهندسي خدمات البناء: «أعتقد أنها ليست مجرد حيلة يومية، ولكن أي شيء يمكنك القيام به لعزل النوافذ من الخارج سيكون مفيداً في منع دخول أشعة الشمس وتسخين البيئة الداخلية».

شاركها.
Exit mobile version