لطالما كانت المرأة مصدر إلهام للفنانين على مر العصور، على اختلاف المدارس الفنية والرؤية التي يطرحها الفنان. وفي معرض «قجر بازي»، يطرح الفنان الإيراني، هومن بيات، رؤيته لمكانة المرأة في المجتمع والحياة، عبر أسلوبه الخاص ليقدّم مجموعة من الأعمال الفنية المميزة احتضنها المعرض المقام في «خولة للفن والثقافة» في أبوظبي، المؤسسة الثقافية الفنية التي أسستها حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، لتفعيل الاهتمام بالفنون الكلاسيكية وإحياء فن الخط العربي وصقل المواهب الشابة، ويستمر حتى 25 نوفمبر الجاري.

واختار بيات في معرضه أن يغوص بعيداً في التاريخ وتحديداً في فترة حكم القاجاريين، حيث مزج ملامح من فنون تلك الفترة مع لمسات عصرية ولغة معاصرة، بأسلوبه الخاص ليعبر عن مكانة المرأة، وسعيها إلى البحث عن هويتها وإثبات ذاتها في ظل عالم ذكوري يقيّدها بتقاليد وأفكار متوارثة، وفق ما أوضح لـ«الإمارات اليوم»، لافتاً إلى أن عنوان المعرض «قجر بازي» هو مصطلح يشير إلى أسلوب الفكاهة والمرح في الأعمال الفنية التي تم تقديمها في فترة القاجار، كما أنها تشير إلى التوظيف الإبداعي للعناصر والمكونات الفنية المتميزة في ذلك العصر (القرنان الثامن عشر والتاسع عشر).

وتنطق الأعمال الفنية التي يقدّمها بيات في معرضه بانتمائها إلى الفن الإيراني الغني بكنوزه وإبداعاته، وفي الوقت نفسه تعلن بوضوح عن أسلوبه ورؤيته الخاصة، فجاءت ثرية بتفاصيلها الفنية وتكويناتها اللونية القوية الساطعة، عبر استخدام الألوان الأحمر والذهبي والبرتقالي والأصفر، مع توظيف الخط العربي في تكوينات فنية معبرة. واتجه الفنان أيضاً إلى توظيف قصص تاريخية في أعماله، كان للمرأة حضور قوي فيها، فأعاد تقديمها بنظرته الخاصة معبراً عن حضور المرأة المؤثر في كل ملامح الحياة وفي مختلف الطبقات الاجتماعية، حتى وإن كان هذا الحضور خفياً غير واضح للأنظار، لكنه في كثير من الأحيان يكون هو المحرك للأحداث والتغيرات الاجتماعية.

وأشار الفنان إلى أن «قاجر بازي» هو معرضه الخاص الأول في الإمارات، ولكن سبق أن شارك في المعرض الجماعي «الوحدة في التنوع» الذي نظمته «خولة للفن والثقافة» في أوبرا دبي عام 2021.

وأوضحت مدير عام «خولة للفن والثقافة»، الدكتورة لميس القيسي لـ«الإمارات اليوم»، أن «خولة للفن والثقافة» مركز يضم العديد من البرامج في مختلف مجالات الإبداع، مثل الفن الكلاسيكي والموسيقى والأدب واللغة والعمارة الإسلامية، لكن الهدف الرئيس منه هو الاحتفاء باللغة العربية والخط العربي، لذلك تركز معظم المعارض الفنية على الخطاطين سواء من داخل الإمارات أو خارجها، مشيرة إلى أن اختيار الفنانين الذين تُعرض أعمالهم في المركز، يتم عبر لجنة وبناء على معايير عدة أهمها الرسالة التي تحملها أعمال الفنان، إلى جانب النظر في أعماله السابقة وتاريخه الفني، ومشاركاته ومعارضه المحلية والعالمية السابقة، لافتة إلى حرص المركز على دعم وتشجيع الفنانين الذين يحملون أفكاراً مميزة. وأشارت إلى أن المركز ينظم فعاليات مختلفة مثل ورش العمل والمحاضرات الفنية والثقافية.

شاركها.
Exit mobile version