نجح المهندس الإماراتي، حسن البلوشي، في تحويل شغفه بالخشب إلى قطع فنية وتصاميم وديكورات يُنفّذها في ورشة خاصة أسسها في منزله، ليشكل من خلالها الحروف العربية والأسماء والأشكال المتنوعة، ويجعلها ناطقة بالفن والجمال.

ولم تمنع التزامات الوظيفة الحكومية، البلوشي، من ممارسة الهواية التي يحبها، إذ يعمل على أدق التفاصيل في التصاميم التي ينجزها بتأنٍ، فبعض القطع يستغرق إنتاجها أياماً، وبعضها شهوراً في حال كانت كبيرة ومبتكرة تحمل تفاصيل تتطلب دراسة كيفية تنفيذها، حسب تعبيره في حواره مع «الإمارات اليوم».

وعن البدايات، قال البلوشي: «حالت ظروف شخصية بيني وبين دخول الجامعة فور تخرجي في الثانوية العامة، فقد عُيّنت بعد الثانوية في وظيفة حكومية، وفصل بين ذلك ودخولي للجامعة نحو 10 سنوات، لكنني عملت في تلك الأثناء على تفاصيل عملية ترتبط بالهندسة، فكانت ممارسة المهنة موجودة في حياتي بشكل غير مباشر».

وأضاف: «واجهت في المرحلة التي بدأت فيها دراسة الهندسة، العديد من التحديات في البدء، لاسيما أن الدراسة باللغة الإنجليزية، لذا توجهت لتلقي بعض الدروس الخاصة في اللغة، حتى تخرجت في هذا المجال الذي أعشقه، ولكن مجدداً لم تسمح لي الظروف بترك الوظيفة الحكومية، لذا أسست الورشة في منزلي، لأقدّم قطعاً مرتبطة بالديكور والأثاث».

 

مواد عديدة

وأوضح البلوشي أن بداية الهواية كانت مع حبه لإنتاج قطع يضعها في منزله، وتنوعت بين الديكورات والإكسسوارات، مشيراً إلى أنه اختار العمل على العديد من المواد، منها الخشب والإسمنت، فضلاً عن مواد أخرى، وفضّل الخشب الأحمر للعمل عليه على نحو كبير، لأنه الأكثر تحمّلاً لعوامل الطقس في الإمارات، ومنها الرطوبة والحرارة العالية التي تؤثر في الخشب وتسبب التواءات فيه.

ولفت إلى أن جودة الخشب تتباين حتى في البلد الواحد، لذا ينوع في اختياره لمصادر الخشب التي يعمل عليها، ومنها الصيني والإندونيسي والماليزي، مع الحرص على أخذ الأفضل من كل مصدر.

كما يحرص على استغلال الأوقات التي يكون فيها الجو معتدلاً في الدولة، لإنتاج تصاميمه المميزة التي قد يتطلب تنفيذها فترات طويلة.

حسب الطلب

وحول الحفاظ على الخشب لأطول فترة ممكنة، أفاد بأن هناك مجموعة من العوامل لابد من أخذها بعين الاعتبار، منها – بالدرجة الأولى – طريقة التخزين، إذ لابد ألا يتعرض الخشب لأشعة الشمس والحرارة العالية، وكذلك الرطوبة، فهذه عوامل تؤثر فيه، لافتاً إلى أن الاعتناء بالخشب خلال التخزين أساسي أيضاً قبل البدء باستخدامه في التصميم، لأن الألواح المتضررة من التخزين تحمل بداخلها فراغات، ويمكن استخدامها في البناء، وليس في قطع الديكور وما يخص التصاميم الفنية.

ولم يعرض البلوشي أعماله إلى اليوم في صالة، حيث يصممها حسب الطلب، إذ لا يمتلك معرضاً خاصاً لتقديمها، كما لا يمتلك ورشة مكيّفة أو حتى مخزناً، مبيناً أن افتتاح مخزن وصالة يتطلب مبالغ كبيرة أو منحة، علاوة على أن تأسيس ورشة كبيرة يتطلب كثيراً من العمال، وهناك تحديات تواجه تدريبهم من أجل الحصول على تصميم متميز بجودة عالية.

مهمة ليست سهلة

أكد المهندس حسن البلوشي، أن الترويج للأعمال الفنية من خلال منصات التواصل الاجتماعي مهم، ويعود بالفائدة على من يتمكّن من ذلك، موضحاً أن الترويج مهمة ليست بسيطة كما يعتقد البعض، إذ تتطلب مجهوداً في كيفية عرض التصاميم، وكذلك ضمان الحفاظ على الأفكار، لأنه سبق وتعرّض لسرقة أفكار في مشروعات سابقة.

حسن البلوشي:

أُفضّل الخشب الأحمر للعمل عليه على نحو كبير، لأنه الأكثر تحمّلاً لعوامل الطقس في الإمارات.

بداية الهواية كانت مع حبي لإنتاج قطع أضعها في منزلي، وتنوعت بين الديكورات والإكسسوارات.

بعض القطع يستغرق إنتاجها أياماً وبعضها شهوراً في حال كانت كبيرة ومبتكرة.

شاركها.
Exit mobile version