21/7/2025–|آخر تحديث: 00:30 (توقيت مكة)
تتصاعد الانتقادات للسياسات الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة مع استمرار الحرب على غزة، على لسان شخصيات دينية وسياسية بارزة وحتى أعضاء جمهوريين في مجلس النواب.
وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تحول داخل حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجددا” المؤيدة للرئيس دونالد ترامب، قائلة إنه “أصبح أكثر وضوحا، مع انفتاح بعض رموزه على خطاب بات أكثر نقدا للسياسات الإسرائيلية”.
وردا على ذلك، قللت الخبيرة الإستراتيجية بالحزب الجمهوري جين كارد مما يثار، وعدته مبالغة صريحة، مؤكدة أهمية الإنصات لترامب صاحب الرأي الأكثر أهمية.
وتبدو وسائل الإعلام متحمسة للإشارة إلى وجود تصدعات بشأن التحالف المحيط بترامب، وفق حديث كارد لبرنامج “مسار الأحداث” التي أعربت عن قناعتها بأنها لن تؤثر على الرئيس الأميركي.
وقد عارض المحلل الإستراتيجي بالحزب الجمهوري أدولفو فرانكو حديث كارد، إذ يصغي ترامب لعدد كبير من مستشاريه من بينهم توم براك سفير البلاد في تركيا ومبعوثها إلى سوريا، والذي ينتقد حكومة بنيامين نتنياهو بشكل متزايد.
واستدل فرانكو كلامه بجملة من الأحداث الأخيرة، فترامب مستاء من أحداث سوريا الأخيرة، في وقت تحولت فيه قضية غزة إلى مسألة داخلية بالولايات المتحدة.
ولا تمنح حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجددا” (ماغا) “شيكا على بياض لإسرائيل، فأميركا أولا” وهذا لا يحدث -حسب فرانكو- إذا كانت هناك إستراتيجية تدعم نتنياهو بدون قيود.
وفي هذا السياق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن هناك شكوكا متزايدة داخل إدارة ترامب بشأن نتنياهو، مشيرا إلى أن الشعور بأن إصبعه على الزناد مزعج للغاية.
وحسب المسؤول الأميركي، فإن نتنياهو يتعامل أحيانا كطفل لا يتصرف بشكل لائق، وهناك قلق متزايد داخل البيت الأبيض بشأن سياساته الإقليمية رغم وقف إطلاق النار في سوريا.
وتزايدت الانقسامات الأميركية بشأن سياسات إسرائيل، خاصة أن الزيارة الأخيرة لنتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– إلى واشنطن لم تسفر عن وقف لإطلاق النار بغزة، حيث لم تنفذ إسرائيل ما أرادته الولايات المتحدة.
وبين حديث كارد وفرانكو، قال الكاتب المختص بالشأن الأميركي محمد المنشاوي إن ترامب لا يكترث لأصوات الناخبين، إذ لن يخوض أي انتخابات أخرى، لكنه يحرص على أن يترك إرثا بين العظماء الأميركيين، مما يفسر اهتمامه بحركة “ماغا”.
وتبرز خلافات بين واشنطن وإسرائيل بشأن ملفات المنطقة لكنها ليست جوهرية، حسب المنشاوي.
ما التوقعات؟
وفي ضوء هذا المشهد المتداخل بالولايات المتحدة، سيواصل ترامب دعمه لنتنياهو، إذ تواجه إسرائيل “تهديدا وجوديا، ولا بد من حمايتها وتمكينها من الدفاع عن نفسها” كما تقول كارد.
وأقر فرانكو جزئيا ما جاء في حديث كارد، فترامب لديه انسجام مع نتنياهو ولن يتخلى عن إسرائيل، لكن “لا يمكن أن يكون انسجاما كليا، فالأجندات تختلف بسبب تضارب المصالح”.
وفي ضوء ذلك، يخسر الحزب الجمهوري معركة الرأي العام الأميركي بسبب فلسطين والحرب على غزة ومعاناة سكانها، لذلك فالحلف بين واشنطن وإسرائيل ليس مفتوحا.
وبناء على ذلك، سيستمع ترامب أكثر للأصوات المعارضة لإسرائيل، مرجحا تموضعا مختلفا لسيد البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة، خاصة أنه يحرص على إرثه ويريد نيل جائزة نوبل للسلام.
وبين هذا وذاك، لا تزال الدوائر المؤيدة لإسرائيل بالحزبين الجمهوري والديمقراطي -وفق المنشاوي- صاحبة التأثير في صناعة القرار الأميركي على حساب “ماغا” بالحزب الجمهوري والتيار اليساري في الحزب الديمقراطي.
وحسب المنشاوي، فإن إسرائيل تسارع خطواتها لتصفية القضية الفلسطينية في حين لا يقف البيت الأبيض في وجه ذلك، في وقت صار فيه الشباب الأميركي الآن أكثر ميلا للحقوق الفلسطينية من منظور العدالة والأخلاق.
وردا على هذه التحولات بالداخل الأميركي، ذكرت صحيفة هآرتس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستمول جولة لمؤثرين يمينيين أميركيين على وسائل التواصل -جميعهم دون سن الثلاثين- ويدعمون حملتي ترامب “لنجعل أميركا عظيمة مجددا” و”أميركا أولا”.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هؤلاء المؤثرين اليمينيين سيُستقدمون لمواجهة ما تعتبره الحكومة الإسرائيلية تراجعا في دعم إسرائيل بين الشبان الأميركيين.