|

دعت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها الولايات المتحدة إلى استئناف المساعدات لمسلمي الروهينغا في ميانمار، محذرة من أن تجاهل معاناتهم يترك فراغا إستراتيجيا وأخلاقيا في المنطقة، مما يعطي الصين فرصة لتعزيز نفوذها.

وأوضحت الافتتاحية أن الصين استغلت وقف المساعدات الدولية الأميركية لتعزيز دعمها السياسي والاقتصادي للمجلس العسكري في ميانمار، المسؤول عن تفاقم أزمة الروهينغا وسط تجاهل دولي.

وتوفي 32 شخصا بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية بعد أن فرض المجلس العسكري حصارا على نحو 145 ألفا من الروهينغا في مخيمات بولاية راخين وقطع عنهم الإمدادات الأساسية، وفقا لما نقلته الصحيفة عن منظمة “بورما روهينغا” في المملكة المتحدة.

النساء من أقلية الروهينغا المسلمة يضطررن للتسول من أجل البقاء على قيد الحياة (الجزيرة)

اضطهاد دون عواقب

ولفتت الافتتاحية إلى أن السلطة العسكرية في ميانمار تسيء معاملة مسلمي الروهينغا دون رادع، حيث يُجند الرجال قسرا في الحرب الأهلية الجارية مقابل وعود واهية بتوفير الغذاء لعائلاتهم.

وتابعت الصحيفة أن النساء وخاصة الأرامل يضطررن إلى التسول -أو بيع أجسادهن في بعض الأحيان- للبقاء على قيد الحياة، في ظل غياب أي حماية أو دعم خارجي يضمن حمايتهن أو يعينهن على مواجهة هذه الظروف القاسية.

وفي بنغلاديش، يعيش نحو مليون لاجئ من الروهينغا في ظروف مزرية في المخيمات، حيث ترفض الحكومة الفقيرة منحهم اللجوء الكامل أو السماح لهم بالعمل أو التعليم أو البناء، مطالبة بعودتهم إلى ميانمار، حسب الافتتاحية.

وأضافت الصحيفة أن تقليص المساعدات الدولية والتمويل الأميركي، أدى إلى خفض الحصص الغذائية المخصصة للاجئين للنصف وإغلاق العيادات ووقف برامج المساعدة النفسية ومنع العنف.

بنغلاديش ترفض استقبال اللاجئين من أقلية الروهينغا المسلمة لشح المصادر (رويترز)

عواقب سياسية

وأشارت واشنطن بوست إلى أن جيش ميانمار استعاد بعض المناطق من المجموعات المعارضة مستخدما الطائرات المسيّرة والتجنيد الإجباري، ويحاول الآن إقناع دول العالم بشرعية حكمه، رغم أنه لا يسيطر إلا على ثلث البلاد تقريبا.

وحذرت الصحيفة من أن إصرار المجلس العسكري على إجراء انتخابات نهاية العام بدعم من الصين ليس سوى محاولة لإضفاء شرعية زائفة على الجيش، خاصة في ظل حظره الأحزاب السياسية وسجنه شخصيات معارضة بارزة.

وخلصت الصحيفة إلى أن استمرار تجاهل الولايات المتحدة لهذه الكارثة يفتح المجال أمام الصين لتعزيز نفوذها ودعمها للمجلس العسكري، على حساب حقوق الروهينغا واستقرار المنطقة.

شاركها.
Exit mobile version