بقيادة سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، حقّقت الشراكة بين الهيئة و«لينكدإن»، أكبر شبكة مهنية في العالم، نجاحاً غير مسبوق في منظومة المواهب الإبداعية في دولة الإمارات، إذ شهد عدد المهنيين المبدعين في الدولة المُسجَّلين على المنصة ارتفاعاً بنسبة 175% بين عامَي 2022 و2025، متجاوزاً بذلك معدل النمو العالمي البالغ 104% خلال الفترة نفسها.
جاء الإعلان عن تلك النتائج في اجتماع ضم مجموعة من قيادات الجانبين، تم خلاله استعراض أبرز النتائج التي حققتها هذه الشراكة خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث شهدت مبادرة «التعلم الإلكتروني»، التي تم إطلاقها منذ بدء الشراكة حتى الآن، حضور المبدعين المشاركين لأكثر من 53 ألفاً و٥٠٠ دورة تدريبية في نهاية عام 2024، شملت مسارات تعليمية في مجالات مهمة كالذكاء الاصطناعي، ومتابعة ما يزيد على 265 ألف فيديو تعليمي، وإنجاز أكثر من 16 ألفاً و٨٠٠ ساعة تدريبية.
10 آلاف موهبة
تهدف المبادرة إلى تمكين 10 آلاف موهبة إبداعية بحلول نهاية العام الجاري، ما يؤكد أهمية هذه الشراكة، ويرسّخ مكانة «دبي للثقافة» و«لينكدإن» في طليعة الجهود الهادفة إلى بناء مجتمع إبداعي، وتهيئة بيئة داعمة للابتكار تؤسس لأجيال تواكب المستقبل.
وكانت الشراكة بين «دبي للثقافة» و«لينكدإن» قد جاءت استجابةً لتداعيات جائحة «كوفيد 19»، حيث واجه المجتمع الإبداعي آنذاك تحديات غير مسبوقة، وبرزت الحاجة لإطلاق مبادرة مشتركة تهدف إلى دعم وتمكين المبدعين والفنانين وأصحاب المواهب من صقل قدراتهم الفنية، وتزويدهم بمهارات عملية تساعدهم على التكيّف والنمو واستدامة مسيرتهم المهنية، إذ ما لبثت أن تحولت هذه المبادرة إلى منصة وركيزة أساسية لدعم الكفاءات الإبداعية وتمكينها، وإعدادها لإحداث تأثير مستدام في عالم سريع التغير.
ثقافة التميز
وأكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أهمية هذه الشراكة ودورها في ترسيخ ثقافة التميز والابتكار في القطاع الإبداعي، وقالت سموّها: «تعمل هذه الشراكة كحلقة وصل بين المواهب والمعرفة والفرص، وساهمت في ربط المواهب الإبداعية مع العالم المهني، وهو ما ينعكس على تعزيز الاقتصاد الإبداعي، إضافةً إلى تشكيل أسلوب حياتنا ورؤيتنا للمستقبل».
وأضافت سموها: «أكد النجاح الذي شهدناه ثقتي وإيماني بقوة مجتمعنا الإبداعي، فالمبدعون هم أصحاب الطموحات الكبيرة والأفكار الفريدة، وهم المبتكرون وصُنّاع التغيير، ومن واجبنا أن نوفّر لهم الأدوات التي تمكّنهم من تحويل أفكارهم ورؤاهم إلى واقع مُلهم».
وتواصل «دبي للثقافة» الارتقاء بالمشهد الثقافي في دبي، وترسيخ منظومة اقتصادها الإبداعي، وتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب، حيث جسّدت الشراكة الرائدة التي جمعتها بـ«لينكدإن» منذ عام 2020، التزامها بتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية، ودعم المواهب الناشئة وتمكين أعضاء المجتمع الإبداعي عبر توفير منصة مبتكرة تسهم في تطوير مهاراتهم، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لصقل مواهبهم والارتقاء بمستواها، وبناء شبكة علاقات قوية تعزز حضورهم ونجاحهم عالمياً.
وقال رئيس «لينكدإن» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الناشئة، علي مطر، إن «دبي للثقافة» الشريك الاستراتيجي، لعبت دوراً محورياً في جعل دبي وجهة للمواهب الإبداعية، ففي وقت أصبحت فيه تنمية المهارات ضرورة في سوق العمل، مكّنتنا هذه الشراكة من دعم المهنيين المبدعين وتزويدهم بالأدوات اللازمة لمواكبة المتغيرات العالمية، وإطلاق العنان لكامل إمكاناتهم.
توسيع نطاق الشراكة
في ضوء النجاح الكبير الذي حققته المبادرة، وجّهت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم – خلال الاجتماع الذي عُقد بحضور مدير عام «دبي للثقافة»، هالة بدري، ورئيس «لينكدإن» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الناشئة، علي مطر، ونائب الرئيس لحلول المواهب للمؤسسات في «لينكدإن»، ليزا غونارسون، ومجموعة من الرؤساء التنفيذيين ومديري الأقسام من الجانبين – بتمديد التعاون وتوسيع نطاق الشراكة بين الطرفين، مع التركيز على تزويد المبدعين بإمكانية أكبر للوصول إلى الفرص والتواصل المباشر مع سوق العمل، ما يسهم في إعداد كفاءات المستقبل وينعكس إيجاباً على منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي.
لطيفة بنت محمد:
. المبدعون هم أصحاب الطموحات الكبيرة والأفكار الفريدة، وهم المبتكرون وصُنّاع التغيير، ومن واجبنا أن نوفر لهم الأدوات التي تمكّنهم من تحويل أفكارهم ورؤاهم إلى واقع مُلهم.
. الشراكة ساهمت في ربط المواهب الإبداعية مع العالم المهني، وهو ما انعكس على تعزيز الاقتصاد الإبداعي.