يواصل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ترسيخ مكانته كمنصة عالمية تحتفي بتراث وثقافة دولة الإمارات، وتعرض في الوقت ذاته ثراء وتنوع الثقافات والتقاليد العالمية، وذلك بمشاركة واسعة من 68 دولة حول العالم، مقدماً لزواره باقة واسعة من الأنشطة والفعاليات المميزة.
وتزخر دورة هذا العام بمجموعة من العروض الحيَّة والمناطق التفاعلية التي تجسّد الممارسات التراثية الإماراتية الأصيلة، مثل الصقارة، وسباقات الهجن، والصيد بكلاب السلوقي، ورياضة الفروسية.
وانسجاماً مع شعار دورة هذا العام «تراثٌ يتجدد»، يهدف المعرض إلى إلهام وتعريف الأجيال بعمق الإرث الثقافي الإماراتي وأصوله، مع تسليط الضوء على الأهمية التاريخية لكل من هذه التقاليد في الهوية الوطنية.
ويشارك مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كشريك معرفي للمعرض من خلال جلسات ومحاضرات علمية تسلط الضوء على الدور التاريخي للصيد والفروسية في تشكيل الهوية الوطنية الإماراتية، إلى جانب «موسوعة القيادة الإماراتية» التي تضمن انتقال هذا الإرث العريق إلى الأجيال المقبلة.
وفي قطاع صون الثقافة والتراث، يقدم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث باقة من الأنشطة التفاعلية التي تعزز مكانة الصقارة والصيد والسلوقي في الموروث الإماراتي، فيما تطرح الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة مجموعة من الورش التفاعلية التي تركز على تعزيز اللغة العربية وترسيخ الهوية الوطنية والفخر بالانتماء الثقافي، كما يثري مجلس أبوظبي الرياضي تجربة الزوار بفعاليات عملية في الرماية، والمبارزة، والبولو، والرياضات البحرية، إلى جانب عروض للحرف اليدوية التقليدية.
وبصفتها شريك التراث، توفر هيئة أبوظبي للتراث منصة مميزة مخصصة للعائلات والأطفال، تشمل أنشطة تعليمية تفاعلية وعروضاً للأزياء التقليدية، فضلاً عن جولة افتراضية في مهرجان الظفرة، مع إتاحة الفرصة للتفاعل مع برنامج «شاعر المليون» وتجربة أجواء المجلس الإماراتي الأصيل.
وتحضر اليابان بقوة هذا العام عبر 63 عارضاً وعلامة تجارية، إذ يعرض جناح «إندكس» ملامح الثقافة اليابانية التقليدية من خلال عروض الصقارة وصناعة أدواتها وطقوس حفل الشاي والفقرات الموسيقية، بينما يقدّم جناح «إنبكس» عروضاً حية لصناعة سيف الكاتانا الياباني على يد الخبير شينسوكي أوهاكو، إضافة إلى فن «الأميزايكو» الذي يحوّل الحلوى إلى أشكال فنية مستوحاة من عالم الحيوانات والشخصيات.
كما تشارك دول إفريقية عدة لتأخذ الزوار في رحلات لا تُنسى، حيث تمثل جنوب إفريقيا 34 علامة تجارية تقدم تجربة سفاري فريدة تشمل «الخمسة الكبار: الأسد والفهد والفيل ووحيد القرن والجاموس الإفريقي».
وتعرض بوتسوانا من خلال مجموعة «لوتسان سيغنتشر» تجارب ضيافة فاخرة من فئة الخمس نجوم وسط الحياة البرية في أحضان الطبيعة البكر، حيث يحظى الزوار بجولات سفاري والتقاط الصور والاستكشافات التاريخية في أجمل البيئات الطبيعية في العالم.
مقتنيات نادرة
يزدان المعرض بالمقتنيات والمنتجات النادرة التي تعرضها العديد من الأجنحة المشاركة، وذلك بهدف تعزيز ارتباط الأجيال الناشئة بالتراث، وتسليط الضوء على الموروث الثقافي الذي تزخر به الدولة.
وأكد مدير متحف الشارقة للسيارات القديمة، أحمد سيف بن حنظل، أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية حقق نجاحاً كبيراً على مدار أكثر من 20 عاماً، رسخ مكانته كمنارة عالمية لتعزيز الارتباط بالتراث، كما يوفر منصة مثالية للشركات الوطنية والإقليمية والعالمية المتخصصة لعرض أحدث منتجاتها المرتبطة بقطاع الصيد والفروسية، لافتاً إلى أن جناح نادي الشارقة للسيارات القديمة يتضمن سيارة صيد نادرة تعود إلى عام 1960، كانت تستخدم في رحلات الصيد والقنص.
وأوضح أن السيارة جددت بالكامل في الورشة المتخصصة التي يوفرها النادي خلال فترة قياسية، وبهدف عرضها لزوار معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
وأشار إلى أن النادي يوفر كذلك في جناحه منصة تفاعلية للزوار تطلعهم على ممارسات الصيد في الدولة، بالإضافة إلى ركن خاص للوحات أرقام السيارات النادرة.