يظهر قريباً في ألمانيا كتاب جديد بعنوان «فرزاجن» (الفشل) للكاتبين جيورج ماسكولو وكاتيا غلوغر، يتحدث فيه الكاتبان عما وصفاه بـ«تجاهل حكومات ألمانية عدة متعاقبة التحذيرات المبكرة بشأن (النهج العدواني) للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستمرار هذه الحكومات المتعاقبة في التعويل على إمكانية التعاون مع روسيا».
وأضاف الكاتبان أن تلك الحكومات تجاهلت أيضاً تحذيرات صادرة عن أجهزة الاستخبارات الألمانية، والتي كانت قد أوصت باتخاذ رد فعل حازم على ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، مثل إغلاق القنصليات الروسية العامة.
ونقل المؤلفان عن الرئيس السابق لجهاز حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) توماس هالدنفانج قوله: «كان يجب اتخاذ رد فعل صارم في وقت أبكر بكثير، لكن الأمر ظل دائماً بلا عواقب حقيقية. لم أفهم أبداً لماذا كان يُسمح للروس بالإفلات بهذا القدر الكبير. لقد تم تجاوز كل الخطوط الحمراء».
وانتقد هالدنفانج كذلك طريقة تعامل الدولة الألمانية مع التهديدات الملموسة التي طالت المعارض الروسي أليكسي نافالني أثناء وجوده في ألمانيا بعد تسميمه بغاز «نوفيتشوك». وقال: «لم يكن الأمر تهديداً نظرياً، بل تهديداً ملموساً تماماً عليه، وقد شُغِلْنا بهذا الأمر كثيراً. وكنت أتساءل: ما الذي يمكن أن تتسامح معه الدولة الألمانية أكثر من ذلك؟».
ويحلل الكتاب الذي سيظهر في الأسبوع الجاري السياسة الألمانية تجاه روسيا خلال العقود الماضية.
وعلّق فولفجانج إيشينجر، رئيس مجلس أمناء مؤتمر ميونيخ للأمن، على ذلك قائلاً: «كان من الضروري منذ وقت طويل إجراء مراجعة نقدية شاملة للسياسة الألمانية تجاه روسيا خلال العقود الأخيرة».
وأضاف أن الكتاب يُعدّ «قراءةً لا غنى عنها لكل من يهتم بالأهداف المأمولة، والأوهام، والانحرافات المثالية في سياستنا الخارجية».
ويتناول المؤلفان محطات عدة بدءاً من خلفيات الخطاب الشهير لبوتين أمام البرلمان الألماني عام 2001، والذي لقي آنذاك ترحيباً واسعاً، ومروراً بمشاركته «المثيرة للقلق» في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007، ووصولاً إلى الفترة التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية.
ويذكر الكاتبان أنه حتى بعد خطاب ميونيخ عام 2007، كانت السيناريوهات الحكومية الألمانية لاتزال تفترض أن احتمال تحول روسيا إلى دولة «إمبريالية استبدادية أمر هو غير مرجح». كما نقل المؤلفان عن إميلي هابر، الدبلوماسية الألمانية البارزة، قولها: «كل المؤشرات تدل على أن بوتين خدعنا في وقت مبكر جداً، وأن كثيرين تركوه يخدعهم».
توماس هالدنفانج:
• لم أفهم أبداً لماذا كان يُسمح للروس بالإفلات بهذا القدر الكبير. لقد تم تجاوز كل الخطوط الحمراء.