أعلنت أوزبكستان وكازاخستان عن إطلاق مشاريع مشتركة جديدة بقيمة 1.3 مليار دولار (1.18 مليار يورو)، كما أعادتا التأكيد على خططهما لرفع حجم التجارة الثنائية السنوية إلى 10 مليارات دولار (8.6 مليار يورو) بحلول عام 2030.
وجاءت هذه الإعلانات خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف إلى أوزبكستان واجتماعه مع الرئيس شوكت ميرزيوييف قبل انعقاد القمة. الاجتماع التشاوري السابع لرؤساء الدول، الذي سيقام نهاية هذا الأسبوع في طشقند.
وقال رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف: “لقد وصلت علاقاتنا الآن إلى أعلى مستوى، وهو مستوى الشراكة والتحالف الاستراتيجي”.
وأشار نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف إلى أنه “على عكس تكهنات من يسمون بالخبراء، فإن كازاخستان وأوزبكستان ليسا بأي حال من الأحوال منافسين أو حتى متنافسين، ولكنهما شريكان استراتيجيان، وحلفاء موثوقان، يسيران معًا على طريق التقدم والتنمية”.
وانضم الزعيمان إلى الإطلاق الافتراضي لسبعة مشاريع كبيرة في الصناعة والبناء والبتروكيماويات والتمويل والخدمات اللوجستية والسياحة.
ومن بينها مركز “آسيا الوسطى” للتعاون الصناعي الدولي بالقرب من معبري أتاميكين (كازاخستان) وجولستان (أوزبكستان) الحدوديين.
وستشمل المنشأة مواقع الإنتاج ومستودعات لتخزين البضائع والمعدات والبنية التحتية للنقل. سيؤدي ذلك إلى تسريع تسليم البضائع وتقليل التكاليف اللوجستية.
وتشمل المشاريع الأخرى المقر الرئيسي لـ “بنك تنغ” في طشقند، وبدء بناء مركز “سيلكواي آسيا الوسطى” اللوجستي متعدد الأغراض في منطقة طشقند، ومجمع “أستانا” السكني في طشقند الجديدة، ومجمع البتروكيماويات لإنتاج الألكيل بنزين في منطقة كاشكداريا، ومجمع “أستانا” الفندقي في طشقند الجديدة، ومجمع فنادق “طشقند” في عاصمة كازاخستان.
التكامل الاقتصادي والنمو التجاري
وخلال مفاوضات القائد والاجتماع الثاني للمجلس الأعلى المشترك، أُعلن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 4 مليارات دولار (أكثر من 3.4 مليار يورو) منذ بداية العام.
وقد حددت الحكومتان هدفاً مشتركاً يتمثل في الوصول إلى 10 مليارات دولار (أكثر من 8.6 مليار يورو) بحلول عام 2030. ودعماً لهذا الهدف، لاحظ الجانبان زيادة الإمدادات المتبادلة، وتنويع الهياكل التجارية، والتعاون الصناعي.
بالإضافة إلى ذلك، تم إعداد برنامج للتعاون الصناعي تبلغ قيمته الإجمالية أكثر من 8 مليارات دولار (حوالي 6.9 مليار يورو)، ويشمل مشاريع في القطاعات الكيميائية والجيولوجية والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والصناعات الزراعية والعديد من القطاعات الأخرى.
وكانت البنية التحتية وربط وسائل النقل من الموضوعات الرئيسية أيضًا، حيث اتفق الرئيسان على تعزيز ممرات النقل وتحسين البنية التحتية الحدودية.
وناقش الزعيمان الطرق الجديدة، مثل ممر أوشكودوك-كيزيلوردا، وتكثيف الشحن عبر موانئ أكتاو، وكوريك، وخورجوس.
وفي الوقت نفسه، يظل التعاون في مجال الطاقة ركيزة استراتيجية للشراكة. وأشار ميرزيوييف وتوكاييف إلى التقدم المحرز في المشاريع المشتركة في كل من قطاعي الطاقة التقليدية والمتجددة وتعهدا بمواصلة التنسيق في إدارة المياه وحماية البيئة – وهي مجالات ذات أهمية حيوية لمنطقة آسيا الوسطى الأوسع.
توكاييف يُمنح “صداقة رفيعة المستوى”
وإلى جانب القضايا الاقتصادية، شهدت الزيارة أيضًا توقيع اتفاقية بين البلدين بشأن الإدارة المشتركة واستخدام المسطحات المائية العابرة للحدود، مما يعكس الأهمية التي يوليها الجانبان للإدارة المنسقة للمياه والبيئة.
وخلال العام الماضي أيضًا، اجتذبت الأحداث الثقافية مثل عروض الباليه والمعارض الفنية ومهرجانات الشباب والمنتديات الأدبية اهتمامًا عامًا كبيرًا، مما أدى إلى تحسين العلاقات الثقافية والإنسانية.
وأكد الجانبان على خطط توسيع التبادلات الأكاديمية والعلمية، وتطوير البرامج السياحية، وتعميق التعاون بين الشباب والمنظمات الإبداعية.
إحدى اللحظات الرمزية للزيارة كانت قرار الرئيس ميرزيوييف بمنح الرئيس توكاييف أعلى وسام دولة في أوزبكستان، وسام “أولي داراجالي دوسليك” (“الصداقة رفيعة المستوى”).
من جانبه، قال الرئيس توكاييف إنه يعتبر الأمر تعبيرا عن احترامه لنفسه ولشعب كازاخستان.
وقال الرئيس ميرزيوييف إن الجائزة تشير إلى اعتراف أوزبكستان بمزايا الزعيم الكازاخستاني في تطوير التعاون والمساهمة في تطوير العلاقات بين البلدين.
واختتمت الزيارة باعتماد بيان مشترك وتوقيع 17 وثيقة ثنائية حول الطاقة والجيولوجيا وإدارة المياه والتنسيق الجمركي والرعاية الصحية والسياحة والتعاون الشبابي.
ويقول الخبراء إن مزيج المشاريع التي تم إطلاقها حديثًا والاتفاقيات طويلة الأجل يظهر نية الحكومات لتوسيع التعاون العملي ودعم النمو التجاري المطرد خلال السنوات المقبلة.
العلاقات الأوزبكية الأذربيجانية
من ناحية أخرى، عقد الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف اجتماعا مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي وصل إلى البلاد للمشاركة في الاجتماع التشاوري السابع لرؤساء دول آسيا الوسطى.
تمت مناقشة القضايا الموضوعية المتعلقة بمواصلة تطوير وتعزيز علاقات الشراكة والتحالف الاستراتيجية الأوزبكية الأذربيجانية في سياق تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع. زيارة الدولة التي قام بها رئيس أوزبكستان إلى أذربيجان في يوليو من هذا العام.
ومنذ بداية العام، زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 15 في المائة بين البلدين، مع وجود بعض مشاريع التعاون الصناعي المشتركة في صناعة السيارات والطاقة والسياحة وقطاعات أخرى في مرحلة التنفيذ النشط.
