تصاعد نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي أخيراً في العراق وسورية، وقتل عنصران من خلاياه بعد الاشتباك معهما في محافظة كركوك بعد ثلاثة أيام من تفجير انتحاري استهدف كنيسة «مار إلياس» في العاصمة السورية دمشق يوم 22 يونيو الماضي.
وتؤكد تقارير أمنية أن هذه الحوادث تشير إلى وجود خلايا نائمة في البلدين وعلى طرفي الحدود التي تم إعادة فتحها في 14 يونيو الجاري، لكن من المستبعد عودة التنظيم الإرهابي كما في السابق لوجود موانع محلية وإقليمية ودولية تحول دون ذلك.
تحرك بعض خلايا «داعش»، أعاد إلى الواجهة مصير «مخيم الهول» في سورية الذي تقيم فيه قيادات وعائلات عناصر التنظيم، ما يثير القلق ليس لسورية فحسب وإنما لدى الجار العراقي أيضا، حتى وإن كان له رأي آخر، إذ أكدت بغداد أكثر من مرة أن الحدود مؤمنة، وأن أي زعزعة للأمن في سورية لن تؤثر على أمن العراق.
وفي هذا السياق، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر إسكندر وتوت لـ «عكاظ»، وجود تنسيق عالٍ بين الحكومة العراقية والجهات الدولية بشأن مخيم الهول في سورية. وأكد أن المخيم ومن فيه لا يؤثرون على العراق في الوقت الحالي، كون الحكومة، أحكمت إغلاق الحدود بشكل كامل. ولفت إلى أن هناك متابعة مستمرة للمستجدات من قبل لجنة الأمن والدفاع ووزارة الدفاع والقطاعات المسيطرة على الأرض.
من جهته، شدد عضو اللجنة علاوي البنداوي، على أن الوضع في الحدود مع سورية تحت السيطرة، ونحن نتابع بشكل يومي ومستمر مع القادة العسكريين، وأكد أن الحدود العراقية لا يمكن اختراقها من قبل أي قوة خارجية مهما كانت، والقوات المسيطرة على الأرض جاهزة ومستعدة لأي طارئ.
وأضاف، أن حديث البعض عن تكرار أحداث 2014 بعيد عن الواقع، فالعراق اليوم يختلف كليّاً عن ذي قبل، لافتاً إلى أن العراق مؤمّن وما حدث في سورية لن يؤثر على أمنه واستقراره داخلياً، لكن تبقى هناك حيطة وحذر وهذا مهم لمواجهة أي طارئ، قد يحصل».
وتحتضن مدينة الهول التابعة لمحافظة الحسكة شمال سورية، مخيم الهول وهو أحد أكبر المخيمات، إذ يضم نحو 40 ألف نازح من 42 جنسية مختلفة، بينهم عائلات مسلحي تنظيم داعش من العراقيين والسوريين والأجانب.
ووفق ناشطين وعاملين في مجال الإغاثة، ينقسم النازحون واللاجئون في المخيم إلى 3 أقسام، هم عائلات التنظيم، وآخرون لم ينتموا له لكنهم تأثروا بأفكاره، والقسم الأخير هم النازحون واللاجئون العراقيون والسوريون الهاربون من الحرب والدمار خلال السنوات الماضية ولم يتمكنوا حتى الآن من العودة الى مدنهم.
وكان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أفاد في بيان في أكتوبر الماضي، بأن الحكومة تعمل على أكبر عملية إدماج مجتمعي لمن قدموا من مخيم الهول، إذ تم إخضاعهم للتأهيل النفسي في مخيم الجدعة بإشراف وزارة الهجرة والمهجرين وكل الأجهزة الأخرى.
ووفق البيان، بلغت أعداد العائلات العائدة حتى الآن من الهول إلى العراق أكثر من 2,600 عائلة، أعيدت أكثر من 2,000 عائلة إلى مناطقها الأصلية حتى الآن، فيما تبقت 600 عائلة وهي الآن تخضع للتأهيل، تمهيداً لإعادتها وإعطائها فرصة للحياة من جديد.
ويبلغ العدد الكلي للعائلات العراقية في مخيم الهول 25 ألف شخص بينهم 20 ألفاً بين حدث وطفل دون الـ18 عاماً وفق إحصاءات رسمية. وأعلنت مستشارية الأمن القومي العراقي عام 2022 أن إعادة العراقيين المتواجدين في الهول تستغرق نحو 5 سنوات.
أخبار ذات صلة