رجح الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن تكون الرواية الإيرانية بعدم الاستهداف المباشر لمستشفى سوروكا العسكري بمدينة بئر السبع، أقرب للصحة، مؤكدا أن المبنى كان سينهار تماما لو أصيب بشكل مباشر.

وتعرض المستشفى -الذي يعالج الجنود الجرحى في حرب قطاع غزة– لدمار كبير بعد هجوم صاروخي وقع صباح اليوم الخميس، ووصفته إسرائيل بأنه الأعنف منذ بدء الحرب.

لكن الدويري قال -في تحليل للجزيرة- إن رواية إيران عن عدم الاستهداف المباشر للمستشفى أقرب للتصديق، لأن المبنى كان سينهار تماما لو أنه تلقى ضربة مباشرة من صاروخ سجيل أو فتاح، الذي يحمل طنا من المتفجرات.

وبما أن المستشفى تعرض للدمار، فإنه على الأرجح يقع في دائرة العصف التي نتجت عن قصف مقر قيادة الاستخبارات العسكرية المجاورة له، وفق الدويري.

وقد حدث الأمر نفسه -والكلام للدويري- مع ما يعرف بوادي السيليكون الإسرائيلي شرقي تل أبيب عندما استهدفت البورصة القريبة منه، مع اختلاف الأضرار بحسب موقع سقوط الصاروخ من المبنى المتضرر الذي يقع ضمن دائرة العصف.

صواريخ دقيقة

كما إن هذه الصواريخ تعمل بنظام تحديد المواقع “جي بي إس”، أي أن درجة الخطأ فيها لا تتجاوز 10 أمتارو كما يقول الخبير العسكري، الذي أكد صعوبة إعادة توجيه الصاروخ بعد إطلاقه، لأنه يقطع مساره المحدد سلفا وصولا إلى الهدف، على عكس المقاتلات الإسرائيلية التي يمكنها إعادة توجيه الصاروخ بعد إطلاقه.

وخلال السنوات العشر الماضية طورت إيران صواريخها بشكل كبير، وجربتها في سوريا، ووصلت نسبة الخطأ إلى كيلو متر واحد، لكنها عملت على تقليص هذه المسافة بشكل متواصل ووصلت لمستويات كبيرة من الدقة، كما يقول الدويري.

ورغم دقة الضربة الإيرانية وقوتها، فإنها لا تعني -وفق المتحدث- تناظرا في القوة الجوية بين الجانبين، حيث تسعى إسرائيل للسيادة الجوية المطلقة بالمنطقة، بينما تسعى إيران لتحقيق ردع ملائم يجعلها قادرة على صد الهجوم بهجوم.

ومع ذلك، فإن هذا الهجوم -حسب الدويري- ينفي مزاعم إسرائيل بالسيطرة الكاملة على سماء إيران، لأنه يعني عدم قدرة الإيرانيين على شن أي من هذه الهجمات، ولا التصدي اليومي للمقاتلات والمسيرات التي تواصل قصف المناطق الإيرانية.

لذلك فإن ما حققته إسرائيل -حسب وصف الخبير العسكري- “هو أدنى درجات التفوق الجوي بينما حافظت طهران على سيطرة ملائمة، وربما يتأكد هذا لو أنها أثبتت فعلا نجاحها في إسقاط مقاتلة “إف-35″ وأسر طيارها”.

أضرار كبيرة

وأدى الهجوم لتوقف المستشفى عن العمل باستثناء قسم الطوارئ، فضلا عن التسبب في تسريب خطير دفع السلطات لإخلائه. واتهمت إسرائيل طهران بالاستهداف المتعمد للمستشفى، وهو ما نفته الأخيرة.

وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم استهدف قيادة الاستخبارات العسكرية التي تضم آلاف الجنود ووحدة عمل سيبراني، وقالت إن المستشفى تضرر بسبب شدة الانفجار لأنه مجاور للهدف.

وتوقع الدويري أن تكون إيران مستعدة لاتهامات قال إنها معدة مسبقا وستصدر عن الأطراف نفسها التي تواصل توجيه الاتهامات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، متجاهلة تدمير المستشفيات والبنية التحتية وتجويع المدنيين في قطاع غزة.

شاركها.
Exit mobile version