أصدر قاضٍ في ولاية تينيسي الأميركية حكماً غير مسبوق يَفرض على السلطات تعطيل جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع لسجين يدعي «بايرون بلاك» (69 عاماً) قبل إعدامه المقرر في الخامس من أغسطس، خشية أن يُصعقه الجهاز بالكهرباء أثناء تنفيذ الحُكم.
وبسبب ما يسمى بمخاطر الصدمات المتكررة، حذّر محامو بلاك من أن جهاز «مزيل الرجفان القابل للزرع» (ICD) قد يُطلق صدمات كهربائية متتالية في محاولة لإنعاش القلب بعد تلقّي حقنة الإعدام المميتة، مما قد يُسبب له «ألماً شديداً» قبل الوفاة.
من جهتها، تعتمد الولاية على رأي خبراء يقولون إن العقار سيُفقد بلاك الوعي فوراً، فلا يشعر بالألم، بينما يُجادل فريقه بأن الأبحاث تُثبت أن الحقنة تسبب فقدان الذاكرة لكنها لا تمنع الإحساس بالصدمات. كما تواجه عملية الإعدام تعقيدات تقنية أيضاً، إذ يتطلب تعطيل الجهاز وجود طبيب أو فني مُعتمد، وهو ما قد يُعيق تنفيذ الإعدام في الموعد المحدد.
وإضافة إلى هذه العوامل، يُحاول محامو بلاك، المسجون منذ 35 عاماً، إثبات أن إعدامه غير دستوري بسبب إصابته بـ«متلازمة الكحول الجنينية» وتسمم بالرصاص في طفولته، ما تسبب في إعاقات ذهنية ونمائية، إضافة لتدهور صحته الحالية (خرف، قصور قلب، وسرطان بروستاتا)، ما يجعله – بحسب دفاعه – غير مؤهل للإعدام.
ولكن المحكمة العليا للولاية رفضت مؤخراً النظر في استئناف يُطالب بإعادة تقييم أهليته.
وأُدين بلاك بقتل صديقته وابنتيها عام 1988 بدافع الغيرة، وهو كان مُفرجاً عنه مؤقتاً بعد إطلاقه النار على زوج الضحية السابق. كما نجا من ثلاثة مواعيد إعدام سابقة بسبب جائحة «كوفيد-19» وأخطاء في بروتوكولات الولاية، وهو الآن يستعد للرابعة.
وقالت محطة «سي بي أس» إن الولاية ستستأنف الحكم، بينما يُطالب محامو بلاك الحاكم بالعفو عنه أو تخفيف العقوبة للسجن المؤبد.