بين الماضي والحداثة.. تبارت الأجنحة المشاركة في المعرض المصاحب لكونغرس المجلس الدولي للأرشيف بأبوظبي 2023، المقام حالياً تحت شعار «إثراء مجتمعات المعرفة»، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، حتى 13 أكتوبر الجاري، في الكشف عما تقدمه من خدمات للأرشفة والتوثيق وحفظ الوثائق والمخطوطات القديمة عبر توظيف أحدث التقنيات والتطبيقات.

وكشف الأرشيف والمكتبة الوطنية، خلال مشاركته في المعرض، عن عدد من التقنيات الحديثة والمتطورة التي يطبقها في مجال الأرشفة وتوفير المحتوى للباحثين والمهتمين، بهدف توظيف الذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي، من بينها تقنية «رقمنة الإصدارات» لتحويل إصدارات ورقية للأرشيف إلى إصدارات إلكترونية، ومن المقرر إدراجها قريباً على التطبيق الرسمي للأرشيف والمكتبة الوطنية، الذي سيتم إطلاقه قريباً، كما ستكون متوافرة على المتاجر الإلكترونية. كما استعرض الجناح كيفية ترميم الوثائق القديمة والتاريخية في عرض حي أمام الزوار.

بوابة واحدة

وأوضح رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات بالأرشيف والمكتبة الوطنية، عبدالعزيز العميم، لـ«الإمارات اليوم»، أن «الأرشيف والمكتبة الوطنية بدأ بربط أنظمة إدارة المحتوى بمركز واحد، بحيث يمكن للباحث أن يبحث في جميع الأنظمة الموجودة عن طريق بوابة واحدة، كما تم تطوير تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للبحث بالصورة، ووصل إلى نتائج دقيقة بعد تجارب لفترة طويلة، وتم عرضها في المعرض على أن يتم تطبيقها على جميع أنظمة إدارة المحتوى بالأرشيف والمكتبة الوطنية». وأشار إلى أن التقنيات الحديثة لعبت دوراً كبيراً في تطوير مجال الأرشفة، ووضع حلول لكل خطوات عملية الأرشفة، بداية من معالجة المواد وتحويلها إلى مواد إلكترونية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير المواد الأرشيفية، وتسهيل العمل على الباحث والمؤرشف، وتوفير وقت البحث عن المعلومات، سواء في الوثائق الورقية أو الرقمية.

كنوز «مكتبة محمد بن راشد»

شاركت «مكتبة محمد بن راشد» في فعاليات كونغرس المجلس الدولي للأرشيف بأبوظبي 2023، وعرضت في جناحها الخاص عدداً قيّماً من الكنوز المعرفية، منها رواية «الشيخ والبحر» للكاتب الأميركي إرنست همنغواي، و«البوابات الجنوبية لجزيرة العرب» للرحالة البريطانية فريا ستارك. كما عرضت كتاب مسرحية «معلم البناء» للكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن، وكتاب «الجنس الآخر» للفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار، والتي تعد جميعها من كنوز المكتبة ونوادرها. كما استعرضت المكتبة أحدث خدماتها وتقنياتها ومرافقها، من خلال سلسلة من الفيديوهات عبر شاشاتها الرئيسة بالمعرض، والتي وضحت آلية عمل المخزن الآلي والروبوتات، إلى جانب التعريف بخدمات تطبيقها الذكي، ومعرض الذخائر ومكتبة الدوريات، ومركز الترميم ودوره في الحفاظ على المقتنيات النادرة، ومختبر الرقمنة الذي يعمل على نسخ المقتنيات وتحويلها إلى صيغة إلكترونية للاطلاع عليها من قبل الزوّار المشاركين من جميع أنحاء العالم.

«مركز حمدان بن محمد»

وعرض جناح مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عدداً من إصدارات المركز التي توثق تاريخ وتراث دولة الإمارات، كما تشهد المنصة بثاً حياً لإذاعة الأولى، من شبكة الأولى الإذاعية، التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، لعدد من برامجها، في تغطية لمشاركة الهيئات والمؤسسات الوطنية في هذا الحدث.

وأشارت مديرة إدارة البحوث والدراسات، فاطمة سيف بن حريز، إلى أن استضافة دولة الإمارات للمرة الأولى على مستوى المنطقة لهذا الحدث الأرشيفي الكبير، تُعدّ نقلة مهمة في تعزيز دور الأرشيف، نظراً إلى أهميته في حفظ وصون المعلومات وضمان الوصول إليها بالطريقة المُثلى، الأمر الذي يعكس مدى حرص والتزام الدولة في الحفاظ وحماية التراث الثقافي، من خلال تسخير التكنولوجيا في هذا المجال، وتبادل الخبرات والمعلومات في مجال الأرشفة، مع مجموعة كبيرة من الأرشيفات الرسمية الاتحادية والمحلية، ومع المهتمين بالدراسات والعمل الأرشيفي.

وأوضحت بن حريز أن «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث حريص على الاطلاع على أحدث التطوّرات التكنولوجية في مجالات الأرشيف وإدارة البيانات، الأمر الذي يمكننا من الاستفادة منها في حفظ الوثائق التاريخية القيمة التي يملكها المركز، وتأمين سلامتها من التلف، من خلال أحدث الأفكار والتقنيات والوسائل المبتكرة».


فاطمة بن حريز:

• «استضافة هذا الحدث نقلة مهمة في تعزيز دور الأرشيف، نظراً إلى أهميته في حفظ وصون المعلومات وضمان الوصول إليها».


وثائق تاريخية نادرة

عرض جناح نادي تراث الإمارات ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، مجموعة كبيرة من الإصدارات التاريخية والتراثية والثقافية، كما عرض شهادة شكر وعرفان من البابا بوليس الأعظم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد صدرت من روما في 29 أكتوبر عام 1971.

واستعرض جناح المتحف العسكري تطوّر القوات المسلحة في أبوظبي عبر مراحل مختلفة. بينما سلّط جناح الموروث الشرطي الضوء على مراحل تطوّر شرطة أبوظبي.

وشاركت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان بجناح عرضت فيه معلومات عن الخدمات التي تقدمها، واستعرضت نشأة الهيئة ومسيرتها. كما عرضت الأرشفة الرقمية والتحوّل الرقمي.

وعرض مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، في جناحه بالمعرض، مجموعة من الوثائق التاريخية التي توثق تاريخ الهاشميين لفترة تمتد لأكثر من 1400 عام، وذلك عبر إجراء البحوث والدراسات المتصلة بهم وبتاريخ المملكة الأردنية الهاشمية.

شاركها.
Exit mobile version