أنقذ الأطباء في تركيا حياة شابة عانت 24 عاماً من آثار حادث مأساوي تعرضت له وهي طفلة في الثانية من عمرها، بعدما شربت عن طريق الخطأ مادة كيميائية خاصة بتنظيف الزيوت، فتسببت في حرق وتدمير مريئها، لتبدأ رحلة علاج طويلة مليئة بالآلام والمعاناة.

وتحوّلت حياة بريفان جنجدا، البالغة اليوم 26 عاماً والمقيمة في دياربكر، إلى كابوس منذ عام 2001 حينما تناولت بالخطأ سائلاً كيميائياً كان موضوعاً في زجاجة بلاستيكية داخل منزلها، الأمر الذي استدعى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.

ومنذ ذلك الحين واجهت صعوبات جسيمة في الأكل والشرب، واضطرت للخضوع إلى نحو 70 عملية جراحية على مدار سنوات، دون أن ينجح أي منها في تمكينها من العودة إلى حياة طبيعية.

وبسبب عجزها عن ابتلاع الطعام الصلب، عاشت جنجدا طوال العام ونصف الماضيين على السوائل فقط، قبل أن تلجأ أخيراً إلى مستشفى كوتاهيا الحكومي، حيث أشرف فريق طبي متخصص بقيادة البروفسور إبراهيم أويغون على إجراء عملية معقدة استغرقت 11 ساعة.

وتمثلت العملية في استئصال المريء المتضرر وربط المعدة مباشرة بالبلعوم، وهو ما أعاد الأمل إلى المريضة بعد سنوات طويلة من الحرمان والمعاناة.

وأوضح البروفسور أويغون أن هذه العملية تعد من الجراحات النادرة والمعقدة، التي يجريها الفريق لمرضى يعانون من تآكل أو احتراق المريء، مؤكداً أن بريفان باتت الآن قادرة على تناول جميع أنواع الطعام بشكل طبيعي، بعد أن كان غذاؤها مقتصراً على السوائل.

من جانبها، أعربت المريضة عن سعادتها البالغة بعد نجاح الجراحة، قائلة إنها كانت تعيش على “شوربة الطعام” ومشتقاته، وأنها افتقدت كثيراً طعم اللحم والخبز، مضيفة: “اليوم وبعد العملية أشعر أنني وُلدت من جديد، وأستطيع أخيراً أن أعيش مثل باقي الناس”.

شاركها.
Exit mobile version