ليس أنفك فقط هو الذي يعاني عندما تملأ حبوب اللقاح الهواء.
تشير دراسة جديدة إلى أن الإصابة بالحساسية الموسمية قد تزيد من خطر الانتحار، حيث وجد الباحثون أن هذه الوفيات تميل إلى الارتفاع في أيام معينة على وجه الخصوص.
وهذا ليس بالأمر الهين: ما يقدر بنحو 81 مليون أمريكي – أو حوالي واحد من كل أربعة بالغين وواحد من كل خمسة أطفال – يعانون من الحساسية الموسمية كل عام، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.
وللتعمق أكثر، قام باحثون من جامعة واين ستيت بتحليل ما يزيد عن عقد من الزمن من أعداد حبوب اللقاح اليومية وبيانات الانتحار من 34 منطقة مترو أمريكية، والتي امتدت من عام 2006 إلى عام 2018.
ما وجدوه كان واضحًا: مع ارتفاع مستويات حبوب اللقاح، يرتفع أيضًا عدد حالات الانتحار.
وبالمقارنة بالأيام التي يكون فيها حبوب اللقاح قليلة أو معدومة، ارتفعت حالات الانتحار بنسبة 5.5% في أيام حبوب اللقاح المعتدلة.
وقال شوشان داناجوليان، المؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي: “عند أعلى مستويات حبوب اللقاح، لاحظنا زيادة تصل إلى 7.4% في حالات الانتحار”.
وأضافت: “ما يثير القلق بشكل خاص هو أن الأفراد الذين يعانون من حالة صحية عقلية معروفة أو تاريخ علاجي لديهم زيادة أكبر – 8.6٪ – في الأيام التي ترتفع فيها حبوب اللقاح”.
وتأتي الدراسة وسط اتجاه مثير للقلق: ارتفعت معدلات الانتحار في الولايات المتحدة بنسبة 37% بين عامي 2007 و2018، مما يسلط الضوء على أزمة الصحة العقلية المتفاقمة.
في عام 2023 وحده، كان هناك أكثر من 1.5 مليون محاولة انتحار، مع أكثر من 49000 أمريكي ينتحرون – مما يجعل الانتحار السبب الرئيسي الحادي عشر للوفاة على مستوى البلاد.
في حين أن الأعراض مثل حكة العين وسيلان الأنف ونوبات السعال قد تبدو بسيطة، إلا أن الباحثين لاحظوا أن الحساسية الموسمية يمكن أن تدمر النوم وتركيز الغيوم وتؤدي إلى انخفاض الحالة المزاجية. كل هذه عوامل خطر معروفة للانتحار.
في الواقع، أظهرت الأبحاث السابقة أن الذين يعانون من الحساسية الموسمية هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
ولدعم النتائج التي توصلوا إليها، لجأت داناجوليان وزملاؤها أيضًا إلى Google Trends، حيث لاحظوا ارتفاعًا حادًا في عمليات البحث عن أعراض الحساسية والأفكار الاكتئابية في الأيام التي ترتفع فيها حبوب اللقاح.
يدعم هذا الدليل فكرة أن الحساسية لا تؤثر على الجسم فحسب، بل يمكن أن تدفع أيضًا الأشخاص الذين يعانون بالفعل من صحتهم العقلية إلى حافة الهاوية.
وهذا أمر جدير بالملاحظة، لأن القليل من عوامل الخطر على الصحة العقلية يمكن علاجها بسهولة. ومع ذلك، يمكن التحكم في الحساسية الموسمية في كثير من الأحيان باستخدام خيارات آمنة وغير مكلفة ومتاحة على نطاق واسع مثل مضادات الهيستامين وبخاخات الأنف واختبارات الحساسية.
وقال داناجوليان: “إن التدخلات الصحية الصغيرة التي يسهل الوصول إليها يمكن أن يكون لها آثار منقذة للحياة”. “إذا كانت إدارة الحساسية تساعد في تقليل خطر الانتحار ولو بشكل طفيف، فإنها تمثل خطوة ذات معنى في معالجة واحدة من أزمات الصحة العامة الأكثر إلحاحا في عصرنا.”
توفر النتائج إرشادات واضحة لمقدمي الرعاية الصحية والأسر، وتصل إلى وقت حرج، حيث من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى جعل العلاقة بين خطر الانتحار والحساسية الموسمية أكثر إلحاحًا.
وفي السنوات الأخيرة، أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تمديد موسم حبوب اللقاح وزيادة مستويات حبوب اللقاح، وتشير التوقعات إلى أن هذه الاتجاهات ستستمر.
وكتب داناجوليان في The Conversation: “وهذا يعني أن المزيد من الأشخاص سيعانون من أعراض حساسية أقوى، مع تأثيرات مضاعفة ليس فقط على الصحة البدنية ولكن أيضًا على النوم والمزاج والصحة العقلية”.
وبالنظر إلى المستقبل، يخطط الباحثون لدراسة العلاقة بين حبوب اللقاح والصحة العقلية في المناطق الريفية، حيث غالبًا ما يكون الوصول إلى رعاية الصحة العقلية والصيدليات محدودًا.
إذا كنت تعاني من أفكار انتحارية أو تعاني من أزمة تتعلق بالصحة العقلية وتعيش في مدينة نيويورك، فيمكنك الاتصال بالرقم 1-888-NYC-WELL للحصول على استشارات مجانية وسرية في الأزمات. إذا كنت تعيش خارج الأحياء الخمسة، يمكنك الاتصال بالخط الساخن الوطني لمنع الانتحار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على الرقم 988 أو الذهاب إلى SuicidePreventionLifeline.org.