يقوم الباحثون باختبار جرعة منخفضة من الإشعاع لعلاج الأعراض المؤلمة لالتهاب المفاصل العظمي في الركبة.

وتشير الدراسة، التي نشرها باحثون في كوريا وتم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام بالإشعاع (ASTRO) في سبتمبر، إلى أن دورة واحدة من الإشعاع يمكن أن تكون خيار علاج “آمن وفعال”.

هشاشة العظام في الركبة هو مرض تنكسي في المفاصل يسبب الألم والتورم والتصلب في الركبتين والذي يتفاقم مع مرور الوقت.

سجلت التجربة السريرية العشوائية 114 مريضًا يعانون من التهاب مفاصل الركبة المعتدل إلى الخفيف، وتم تخصيص جرعة منخفضة جدًا من الإشعاع لكل منهم، أو جرعة منخفضة أو دواء وهمي.

كان مسكن الألم الوحيد الآخر المستخدم أثناء الدراسة هو الأسيتامينوفين.

مر المشاركون بست جلسات حيث قام الباحثون بتقييم “التحسن الملموس” في اثنتين على الأقل من العلامات التالية – الألم والوظيفة البدنية والتقييم العام للحالة.

أكمل المرضى أيضًا استبيانًا للإبلاغ عن الألم والتصلب والوظيفة. ولم يسجل أي منهم أي آثار جانبية متعلقة بالعلاج.

وبعد أربعة أشهر من العلاج، استوفت المعايير 70% من المشاركين الذين تناولوا جرعات منخفضة، مقارنة بـ 42% في العلاج الوهمي. وشهدت المجموعة التي تناولت جرعات منخفضة جدًا تحسنًا بنسبة 58.3%.

وتشير هذه النتائج إلى أن نظام الجرعات المنخفضة “قد أدى إلى تخفيف آثار الدواء الوهمي”، كما أشار الخبراء في بيان صحفي.

في مجموعة الجرعات المنخفضة، سجل 56.8% تحسنًا ملموسًا في الألم والتصلب ودرجات الوظائف البدنية، مقارنة بـ 30.6% في العلاج الوهمي.

وخلصت الدراسة إلى أن جرعة منخفضة من الإشعاع أدت إلى انخفاض كبير في الألم وتحسين الوظيفة بعد أربعة أشهر، وهو “جزء صغير” مما يستخدم عادة لعلاج السرطان.

وأشار الدكتور بيونج هيوك كيم، الباحث الرئيسي في التجربة والأستاذ المساعد في علاج الأورام بالإشعاع في كلية الطب بجامعة سيول الوطنية، مركز بورامي الطبي، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة المؤلم “غالبًا ما يواجهون خيارًا صعبًا” بين خطر الآثار الجانبية الناجمة عن مسكنات الألم ومخاطر جراحة استبدال المفاصل.

وقال في بيان: “هناك حاجة سريرية لتدخلات معتدلة بين مسكنات الألم الضعيفة والجراحة العدوانية، ونعتقد أن الإشعاع قد يكون خيارًا مناسبًا لهؤلاء المرضى، خاصة عندما لا يتحملون الأدوية والحقن بشكل جيد”.

وأضاف كيم أن العلاج الإشعاعي قد يكون مناسبًا بشكل أفضل للمرضى الذين يعانون من الالتهابات الكامنة وبنية المفاصل المحفوظة.

وقال: “في حالة هشاشة العظام الشديدة، حيث يتم تدمير المفصل جسديًا وتلف الغضروف بالفعل، لن يؤدي الإشعاع إلى تجديد الأنسجة”. “ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض خفيف إلى متوسط، فإن هذا النهج قد يؤخر الحاجة إلى استبدال المفاصل.”

وقال كيم إنه ينبغي أيضًا أخذ هذا العلاج في الاعتبار جنبًا إلى جنب مع عوامل نمط الحياة الأخرى، بما في ذلك فقدان الوزن والعلاج الطبيعي والأدوية لأن الاستجابات يمكن أن تكون “أقوى عندما يتم دمج الإشعاع بشكل صحيح مع علاجات أخرى”.

“وقد يكون رضا المرضى أعلى من الخيارات الحالية وحدها.”

وأكد الباحثون أن الدراسة كانت بها بعض القيود، بما في ذلك فترة المتابعة القصيرة نسبيًا.

ويخطط الباحثون لإجراء تجارب أكبر لتقييم النتائج في مجموعات محددة من الأشخاص، ومقارنة الحقن الإشعاعية منخفضة الجرعة مع الأنظمة العلاجية.

شاركها.
Exit mobile version