|

تكتسب الزيارة المرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى روسيا أهمية خاصة على وقع التوتر الأخير بين واشنطن وموسكو، والتصعيد الميداني بين روسيا وأوكرانيا.

وكانت روسيا قد لوحت على لسان ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس أمنها القومي
باستخدام السلاح النووي؛ ليأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إثر ذلك بنشر غواصات نووية في مناطق قريبة من روسيا.

واستبعد المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية إيفان تيموفيف ومستشار الأمن القومي الأميركي السابق مارك فايفل أن تسفر زيارة ويتكوف المرتقبة إلى روسيا عن نتائج ملموسة أو صفقة تقرب إنهاء الحرب في أوكرانيا.

تشاؤم ولكن

وبدا التشاؤم حاضرا في حديث تيموفيف لبرنامج “ما وراء الخبر”، إذ لا يرى من طرفه أي آفاق أو اتفاق مستدام قد يتم التوصل إليه، معربا عن قناعته بأن الولايات المتحدة لديها خيارات محدودة فيما يتعلق بالتأثير على الاقتصاد الروسي.

واستبعد المتحدث الروسي التوصل إلى أي اتفاق في الأمد القريب، لكن زيارة ويتكوف تحمل في طياتها “استعادة الثقة للعودة إلى طاولة المفاوضات وتنشيطها في ظل تضارب وجهات النظر”.

ووفق تيموفيف، فإن لدى روسيا نية حسنة للمضي قدما في المفاوضات، في وقت تحاول فيه تعزيز موقفها السياسي رغم الإخفاقات السابقة، مستبعدا تقديمها أي تنازلات جديدة يضعف موقفها التفاوضي.

وبناء على ذلك، فإن موسكو تحاول إقناع ويتكوف بأجندتها السياسية المقبلة، في حين يتطلع ترامب إلى بعض التنازلات الروسية وجهد أكبر من الرئيس فلاديمير بوتين في هذا السياق.

وخلص إلى أن التصريحات المتبادلة بين ترامب وميدفيديف “مجرد مناوشات على منصات التواصل، وليست موقفا سياسيا وعسكريا حقيقيا”، مجددا التأكيد على أن التلويح الأميركي بعقوبات ورسوم جمركية على الهند لن يكون مؤثرا على الاقتصاد الروسي.

وكان ترامب قد جدد تهديده بفرض عقوبات على روسيا وشركائها التجاريين -خاصة الهند- التي اتهمها بإعادة بيع النفط الروسي وليس شراءه فحسب.

رؤية غير واضحة

في المقابل، يذهب ويتكوف إلى روسيا برؤية غير واضحة -حسب مارك فايفل- إذ يبدو الرجل مشغولا أيضا بالحرب الإسرائيلية على غزة وملفات أخرى في المنطقة.

وفي ضوء مهام ويتكوف المتعددة، فإن زيارته لروسيا تبدو “محاولة للوقوف على بعض المؤشرات لجلب السلام للمنطقة، في حين يبدو بوتين مطالبا بشرح موقفه والإبقاء على مسألة زخم المفاوضات”.

وكذلك، يبحث ويتكوف عن خفض للتصعيد وتعبيد الطريق لمفاوضات “قد تشمل بعض التنازلات من الأطراف المعنية خاصة المناطق المحتلة داخل أوكرانيا، وكذلك انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والضمانات التي تبحث عنها، وإمكانية لقاء بوتين ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي”.

ورأى فايفل أيضا أنه لا يبدو في الأفق وقف وشيك لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، في حين يواصل ترامب العمل لتنفيذ وعده الانتخابي بإنهاء الحرب ووقف المعاناة، والمضي قدما في التفاوض للوصول إلى صفقة.

وبناء على هذا الوضع، لا يزال ترامب يبحث عن حل، ولم يجد أي ثغرة بعد عند بوتين لدفعه للقبول بإنهاء حرب أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، يأتي الحديث عن خطط غربية لتسليح كييف بأسلحة أميركية بمنزلة “رسالة قوية بأن الناتو مستعد للتأثير، وكذلك لثني رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن استيراد النفط الروسي”.

شاركها.
Exit mobile version