عمّان- لم يكن مهرجان الأردن الدولي للطعام هذا العام مجرد مظاهرة ثقافية واقتصادية، بل تحول إلى منصة إنسانية حملت في طياتها رسالة دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وأُطلقت مساء أمس الاثنين من ساحة المهرجان الذي أقيم في العاصمة الأردنية عمّان قوافل مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة.

جاءت الحملة الوطنية لدعم غزة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبمساهمة من شركات ومؤسسات وأفراد مشاركين، في مبادرة أردنية إنسانية محملة بالمواد الغذائية والطبية للتصدي لسياسة التجويع الممنهجة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة.

مجموعات من المستوطنين تتعمد إغلاق الطرق المؤدية للمعبر في محاولة لوقف سير الشاحنات أو تأخير وصولها (الجزيرة)

مبادرة وطنية

وأكد القائمون على المبادرة أن إجمالي المساعدات سيصل إلى 300 طن من المواد الغذائية، تُرسل إلى القطاع على 3 دفعات خلال أيام المهرجان بهدف ضمان إيصالها بشكل منتظم إلى مستحقيها.

وقال الناطق الإعلامي باسم هيئة تنشيط السياحة أنس الوريكات إن هذه الحملة تندرج في إطار المسؤولية الاجتماعية للقطاع السياحي والخاص الأردني، وتعكس التزام الأردن المستمر بقضايا أمته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف الوريكات -في حديثه للجزيرة نت- أن الحملة الوطنية الأردنية تعبّر عن روح التضامن والتكافل التي يتمتع بها المجتمع الأردني، مؤكدا أن مهرجان الطعام لا يقتصر على الترويج للمنتجات الغذائية، بل يحمل في طياته رسالة إنسانية وأخلاقية سامية.

وبيّن أن الأردن سيواصل تقديم الدعم الإغاثي والإنساني لأهالي غزة، عبر آلية عمل منسقة مع الجهات الرسمية والمؤسسات الإنسانية لضمان إيصال المساعدات بكفاءة وسرعة، وسط أزمة إنسانية خانقة يشهدها القطاع نتيجة الحصار المستمر والعدوان الإسرائيلي المتواصل.

ولفت الناطق الإعلامي باسم هيئة تنشيط السياحة إلى أن باب التبرع سيبقى مفتوحا طوال فترة المهرجان، بما يسمح بتوسيع قاعدة المشاركين في هذه الحملة الإنسانية، ويمنح الفرصة للزوار والعارضين بالمساهمة في جهود الإغاثة.

عراقيل إسرائيلية

وفي سياق متصل، كشف الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي عن دخول 294 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من أصل 452 شاحنة، خلال الأسبوعين الماضيين، مرجعا ذلك “للعراقيل المستمرة التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي على المعابر الحدودية”.

وبيّن الشبلي -في تصريحات صحفية الاثنين- أن الاحتلال الإسرائيلي يعيق إدخال الشاحنات بذريعة انتهاء الدوام الرسمي، قائلا إن “الاحتلال يمتهن صناعة العراقيل”.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتذرع برفض بعض المواد الإغاثية، كالأجهزة والمواد الطبية، إضافة إلى إطالة مدد التفتيش والعبور، إذ يستغرق وصول قافلة إلى القطاع حوالي 38 ساعة.

ولفت الشبلي إلى أن الهيئة تتعامل مع العراقيل الإسرائيلية من خلال تكثيف إرسال القوافل بشكل يومي لضمان استمرار دخول المساعدات.

وأوضح أن الجهد الإغاثي الأردني مستمر تجاه القطاع لأنه يمثل العصب الأساسي لدخول المساعدات، إلى جانب الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة، والتي تعد معززا ومكملا لضمان دخول المساعدات قدر المستطاع.

مؤكدا أن قيمة المساعدات الأردنية لغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت 335 مليون دولار. مشيرا إلى أن نحو 117 ألف أسرة عفيفة في غزة تستفيد سنويا من الدعم الذي تقدمه الهيئة الأردنية.

وعبرت، أمس الاثنين، قافلة جديدة تم تسييرها من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إلى غزة، وبحسب بيان صادر عنها باليوم نفسه، تتكون القافلة التي عبرت جسر الملك الحسين من 38 شاحنة مساعدات إنسانية، وذلك بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية.

استهداف متكرر

وفي مشهد يعكس حجم الاستهداف المتعمد لكل ما هو إنساني، أقدم مستوطنون إسرائيليون مرارا خلال الأسابيع الأخيرة على عرقلة مرور شاحنات المساعدات الأردنية المتجهة إلى قطاع غزة، وذلك أثناء عبورها من معبر الكرامة (جسر الملك حسين) نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتتعمّد مجموعات من المستوطنين إغلاق الطرق المؤدية إلى المعبر أو نصب حواجز عشوائية، في محاولة لوقف سير الشاحنات أو تأخير وصولها، مستخدمين الهتافات العنصرية، وإلقاء الحجارة، وأحيانا محاصرة المركبات، في مشهد متكرر بات يهدد سلامة السائقين الأردنيين، ويعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

جدير بالذكر أن إسرائيل ترفض السماح لشاحنات الإمدادات والمساعدات الإنسانية بدخول قطاع غزة، مما جعلها تتكدس في المناطق الحدودية، وتسمح بمرور عدد شحيح جدا منها لا تشكل جزءا بسيطا من احتياجات الفلسطينيين.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ارتفاع وفيات سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 180 فلسطينيا بينهم 93 طفلا، وذلك بعد وفاة 5 أشخاص خلال 24 ساعة نتيجة سوء التغذية.

شاركها.
Exit mobile version