قالت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إن أدلة جرائم الحرب تتراكم في غزة يوما بعد يوم، ومع ذلك تستمر المجاعة ويشتد القصف على مرأى العالم ومسمعه.

وأشارت الافتتاحية بالتحديد إلى قصف الجيش الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، واعتبرته جريمة حرب مركبة شملت قصف المستشفى نفسه، واستهداف المدنيين، وإصابة المسعفين والصحفيين الذين هرعوا لإنقاذ الجرحى.

وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية وصف الهجوم بأنه “حادثة مأساوية”، رغم أن مشاهد الفيديو توثق بوضوح ضرب الجيش المكان مرتين، وكانت الثانية بعد تجمع المسعفين والصحفيين في مكان الحادثة.

وهنا طرحت غارديان السؤال الأول: هل تعتقد إسرائيل حقا أن العالم سيصدق أن ما حدث كان مجرد خطأ، في وقت أصبحت فيه هذه الضربات المزدوجة أمرا اعتياديا، وخاصة ضد المسعفين والصحفيين؟

ثم لفتت الصحيفة الانتباه إلى أن نتنياهو قال: “إن إسرائيل تقدر عمل الصحفيين والطواقم الطبية وجميع المدنيين”، وتساءلت بتهكم: لماذا إذن قُتل في غزة من الصحفيين خلال العامين الماضيين أكثر مما قُتل عالميا في السنوات الثلاث السابقة؟

وأشارت الافتتاحية إلى أن الفلسطينيين يموتون جوعا بسبب مجاعة ممنهجة تسببت فيها القيود الإسرائيلية على المساعدات، وسألت: كم عدد الأرواح التي ستزهق قبل التراجع عن هذه السياسة؟

وتابعت بطرح أسئلة حول مستقبل الفلسطينيين، فكيف يمكن للفلسطينيين أن يكون لهم مستقبل من دون أرضهم؟ وكيف يمكن لشعب أن يبني نفسه بينما يُقتل أطباؤه وصحفيوه وتُهدم جامعاته ومدارسه وتُمحى المعرفة والثقافة التي تحفظ مجتمعه من الانهيار؟

وتوجهت الصحيفة بخطابها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وتساءلت ساخرة إن كان يعتقد أنه قادر على تجاهل مصير الأسرى الإسرائيليين بينما تزداد قوة احتجاجات ذويهم.

كما طرحت الافتتاحية تساؤلات على الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يمتلك سلطة فريدة لوقف الحرب وفق غارديان- حول ما إذا كان يدرك أن السلام لا يمكن أن يُبنى فوق عظام أكثر من 62 ألف شهيد فلسطيني.

ووجهت غارديان أسئلتها أيضا إلى كل حلفاء إسرائيل، متسائلة عن أعذارهم المتبقية بعد استشهاد آلاف الفلسطينيين، فهل سيدافعون عن القانون الدولي الذي يحمي دولهم أم يشاهدونه ينهار؟ وأكدت أن فقدان المصداقية يهدد هذه الحكومات داخليا ودوليا.

وخلصت الصحيفة إلى أن الحلول واضحة، وهي وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وحذرت من أن أي تأخير إضافي يعني موت المزيد من الفلسطينيين وتآكل المبادئ القانونية التي تقوم عليها العدالة الدولية.

شاركها.
Exit mobile version