6/8/2025–|آخر تحديث: 20:38 (توقيت مكة)
سلطت صحيفة “إل موندو” الإسبانية الضوء على تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، في ظل استمرار “الحرب الأهلية” وانتشار الجوع والكوليرا وصعوبة إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين بين طرفي الصراع في عدة مناطق.
وقالت الصحيفة إن أنظار العالم تتركز على الدمار الذي يُلحقه بوتين بالمدن الأوكرانية، والمجاعة المفروضة على غزّة، لكن كارثة أخرى تتفاقم بعيدا عن الأضواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي تدخل عامها الثالث أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، فيما تصفه الأمم المتحدة بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأدّى انعدام الثقة المتبادل والطموح للسيطرة على مؤسسات الدولة بين القوى المتحاربة إلى اندلاع حرب مفتوحة امتدت سريعا إلى أنحاء البلاد، مما أغرق السودان في أزمة إنسانية وأمنية بالغة الخطورة.
وأضافت الصحيفة أن العاصمة الخرطوم، التي كان يقطنها نحو 6 ملايين نسمة، تحوّلت إلى مدينة شبه خالية، لم يبقَ فيها سوى بضع مئات الآلاف بعد أن تعرضت أحياء بأكملها للتدمير.
فظائع في الفاشر
وفي إقليم دارفور، تعدّ مدينة الفاشر من أكثر المناطق تضررًا، حيث تخضع لحصار قوات الدعم السريع، ويرفض جنود الجيش السوداني التخلي عنها، بينما يعيش المدنيون منذ شهور ظروفا قاسية دون أي منفذ لدخول المساعدات الإنسانية.
وقالت منظمة “محامو الطوارئ” غير الحكومية إن ما لا يقل عن 14 مدنيًا قُتلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع على يد من وصفتها بـ”مليشيات حميدتي”، أثناء محاولتهم الفرار من المدينة المحاصرة.
وذكرت المنظمة التي توثّق الفظائع منذ بداية الحرب، أن الهجوم وقع يوم السبت في قرية “قرني” الواقعة على طريق خارج المدينة.
وكانت قوات الدعم السريع قد شنت هجوما جديدا في الأيام الأخيرة على المدينة التي تحاصرها منذ مايو/أيار 2024 دون أن تتمكن من انتزاعها من الجيش.
وقبل يومين فقط من الهجوم الأخير، دعت الإدارة السياسية لقوات الدعم السريع المدنيين إلى إخلاء المدينة نحو قرية قرني، إلا أن انعدام الثقة حال دون استجابة الأهالي لهذه الدعوة، وفقا للصحيفة.
إل موندو: العاصمة الخرطوم، التي كان يقطنها نحو 6 ملايين نسمة، تحوّلت إلى مدينة شبه خالية، لم يبقَ فيها سوى بضع مئات الآلاف بعد أن تعرضت أحياء بأكملها للتدمير.
الجوع والكوليرا
وقال طبيب رفض الكشف عن هويته لوكالة “رويترز”، إن الجوع بات أخطر من القصف، مضيفا: “الأطفال يعانون من سوء التغذية، والبالغون كذلك. حتى أنا، لم أتناول الفطور اليوم لأنني لم أجد شيئا آكله”.
وقد حذرت منظمة “اليونيسيف” الأحد من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بسبب انتشار الكوليرا بين النازحين والسكان المحاصرين في ولاية شمال دارفور، بما يهدد حياة آلاف الأطفال.
وتشير التقارير إلى تسجيل أكثر من 1180 إصابة بالكوليرا، منها نحو 300 إصابة بين الأطفال، و20 حالة وفاة على الأقل في مدينة طويلة التي تؤوي أكثر من نصف مليون نازح.
أما على مستوى دارفور بأكملها، فقد تم تسجيل نحو 2140 إصابة، و80 وفاة على الأقل حتى 30 يوليو/تموز.
وقال شيلدون يت، ممثل منظمة اليونيسيف في السودان: “رغم أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، فإنه ينتشر في طويلة وأجزاء أخرى من دارفور، مهددا حياة الأطفال، خصوصا الأصغر سنا والأكثر هشاشة”.