|

كتب المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو أن الحروب التي شنها الجيش الإسرائيلي تستمر لسنوات طويلة إذا لم ينهها التدخل الخارجي الأميركي غالبا، مشيرا إلى أن الحروب القصيرة أكثر ملاءمة لإسرائيل.

وضرب الكاتب -في زاويته بصحيفة لوموند- أمثلة متعدد ة على حروب إسرائيل التي لم تنته إلا بتدخل خارجي، بدءًا مما تسميه حرب الاستقلال عام 1948 التي انتصر فيها الجيش الإسرائيلي، ولكن الولايات المتحدة فرضت وقف إطلاق النار.

وذكر الكاتب بأن دولة إسرائيل تقوم ضمن حدودها الحالية على 77% مما كان يعرف بفلسطين عقب حروب متتالية، دامت الأولى منها 18 شهرا، تلاها العدوان الثلاثي، وقد أجبرت الولايات المتحدة المعتدين الثلاثة، إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على تعليق الأعمال العدائية، قبل أن تجبر إسرائيل على إخلاء الأراضي المحتلة، ولا سيما قطاع غزة، في مارس/آذار 1957.

إطلاق دفعة صاروخية إيرانية كثيفة تجاه إسرائيل (غيتي)

جاءت بعد ذلك حروب قصيرة، كحرب يونيو/حزيران 1967، التي استطاعت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار فيها قبل أن تدفع الهزيمة العربية ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي إلى رد فعل، كما يقول الكاتب، ثم جاءت حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، بهجوم مصري سوري، وبعد 18 يوما وأوقفتها كسابقاتها الولايات المتحدة.

تلت ذلك حروب لبنان ثم حروب غزة، وكلها توقفت بضغط أميركي، وحتى الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو/حزيران، والتي انتهت بعد 12 يوما بتدخل غير مسبوق من الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.

دروس التاريخ تشهد أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكن إقناعها، بل يجب إجبارها على إنهاء الأعمال العدائية

بواسطة جان بيير فيليو

وذكر الكاتب بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو سبق له أن عرقل عملية السلام خلال فترة رئاسته للحكومة من عام 1996 إلى عام 1999، ووجد في الحرب على غزة التي أصبحت غاية في حد ذاتها، أضمن سبيل للتهرب من الإجراءات القانونية المتعددة التي تستهدفه.

وبذلك، يؤجج نتنياهو الصدمة العميقة التي خلفتها هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في المجتمع الإسرائيلي، رافضا إعطاء الأولوية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين -حسب الكاتب- ومفضلا تصعيدا لا نهاية له دون هدف عسكري واضح.

وبقيت الحرب المستمرة منذ 22 شهرا تقريبا على غزة حتى الآن من دون حل، كما يقول المؤرخ الفرنسي، مستنتجا أن دروس التاريخ تشهد أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكن إقناعها، بل يجب إجبارها على إنهاء الأعمال العدائية.

شاركها.
Exit mobile version