من أكثر الرسائل الإلكترونية التي يخشاها الآباء خلال أشهر الصيف، رسائل تتضمن قائمة اللوازم المدرسية التي سيحتاج إليها أطفالهم، وأحياناً يتزامن ذلك مع شراء جهاز كمبيوتر جديد وملابس وأحذية، إضافة إلى أقساط التعليم والرسوم الشهرية لمرحلة ما قبل المدرسة، وكل هذا يجعل نفقات موسم العودة إلى المدارس ثانية أكبر النفقات السنوية للأسر الأميركية.

وزادت هذه الأعباء السنوية تعقيداً هذا العام نتيجة لمزيج من الزيادات التراكمية في الأسعار على مدى السنوات الماضية والزيادات المتوقعة في الأسعار بسبب الرسوم الجمركية. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار الكتب والمواد التعليمية للمدارس والكليات والجامعات في الولايات المتحدة، كانت أعلى بنسبة 9.4% في مايو مقارنة بالعام الماضي.

كما شهدت البلاد تشديداً جماعياً في الإنفاق على متطلبات الأسرة العادية الأخرى، وكشف استطلاع أجرته شركة «كريدت كارما»، أنه بينما استخدم 34% من الآباء بطاقات الائتمان، العام الماضي، لضمان استعداد أطفالهم للعام الدراسي، فإن 44% سيفعلون ذلك هذا العام، وفضلاً عن ذلك لا تملك واحدة من كل أربع عائلات مدخرات مخصصة لهذه النفقات.

إلى ذلك، لاحظ الاتحاد الوطني لمؤسسات الأعمال اهتماماً متزايداً من العائلات الأميركية بإيجاد أفضل الأسعار، حيث لجأ الكثيرون إلى متاجر الخصومات والتخفيضات الصيفية لتغطية الضروريات، ويبيع متجر «دولار جنرال» المستلزمات المدرسية مثل الدفاتر وأقلام الرصاص بأقل من دولار واحد، كما فعل العام الماضي، وأطلقت «تارغت وول مارت» حملات مبيعاتهما في يوليو، واستمرت عبر الإنترنت وفي المتاجر الفعلية.

وتقول نائب رئيس الاتصالات في «جودويل» بنيويورك، هيلين مورفي، إنه على الرغم من أن الباحثين عن عروض ليسوا الوحيدين الذين يتسوقون في هذه المتاجر، إلا أن هناك زيادة في المعاملات.

وعلى الرغم من الخصومات، يتوقع تجار التجزئة ارتفاع الإنفاق بنسبة 1.5% عن أرقام العام الماضي ليصل إلى 39.4 مليار دولار، لكن هذا يرجع إلى أن المزيد من المستهلكين يخزنون سلعاً أغلى ثمناً، وليس إلى زيادة مشتريات كل أسرة، ومن المتوقع أن يكون هذا الرقم أقل من متوسط 858 دولاراً، بانخفاض 1.9% عن العام السابق.

وتتوقع شركة «ديلويت» الاستشارية انخفاض الإنفاق لكل طفل للعام الثالث على التوالي، غير أن العبء المالي للعودة إلى المدرسة لا ينتهي عند تجهيز الأطفال، فاليوم الدراسي الأول ما هو إلا بداية لتكاليف الأنشطة المستمرة التي لا تغطيها المدرسة دائماً، ويشعر نصف أولياء الأمور بالقلق بشأن كيفية دفع تكاليف الأنشطة الرياضية أو غيرها، ما يؤثر بدوره على إنفاقهم في مجالات أخرى مثل رعاية الأطفال.

ووفقا لـ«كريدت كارما»، يفكر ما يصل إلى 32% من أولياء الأمور في ترك وظائفهم للبقاء مع أطفالهم بعد المدرسة، أو تقليل ساعات عملهم للقيام بذلك. عن «إل باييس»

شاركها.
Exit mobile version