تحت شعار «صناعة مستقبل النشر»، تحتضن مكتبة محمد بن راشد الدورة الثانية من قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر، في الفترة الممتدة من 30 أكتوبر إلى الأول من نوفمبر المقبلين، وتم الكشف عن تفاصيلها في اللقاء الصحافي الذي عُقد، أمس، في مكتبة محمد بن راشد، وستشهد القمة مشاركة أكثر من 80 متحدثاً يُمثّلون 14 دولة، بينهم خمسة متحدثين رئيسين، إضافة إلى تنظيم 45 جلسة نقاشية وحوارية، و10 ورش عمل متخصصة.
وتجمع القمة ممثلين عن الناشرين ودور النشر الجامعية، والوكلاء الأدبيين، والمنظمات المعنية بالجوائز الأدبية، والمكتبات التجارية، وممثلين من مجتمع النشر المحلي في دولة الإمارات، بجانب مشاركة كبار ممثلي ثلاث من أكبر خمس دور نشر تجارية عالمية، هي: «بنغوين راندوم هاوس»، و«سايمون آند شوستر»، و«هاربر كولينز»، إضافة إلى أصوات بارزة من مختلف أنحاء المنطقة العربية.
ابتكار وتحول رقمي
تناقش القمة محاور رئيسة عدة، منها الابتكار، والتكنولوجيا، والتحول، والمشهد العالمي للنشر، والترجمة، والنشر الهادف، وفن الكتابة، وتولي اهتماماً خاصاً بالجانب التطبيقي من خلال ورش عمل متخصصة، تجمع بين الإبداع والمهارة العملية، وتُشكّل فرصة للكُتّاب والمحررين والناشرين الطموحين، لاكتساب أدوات جديدة وصقل مهاراتهم، بما يواكب التطورات المتسارعة في هذه الصناعة.
وتسلّط فعاليات القمة الضوء على التحول الرقمي الكبير الذي شهده قطاع النشر عالمياً، وكيفية دمج التجربة المتعددة الوسائط، لتلبية احتياجات الجيل الجديد من القرّاء، إضافة إلى مناقشة الجوانب التجارية لصناعة النشر، مثل حقوق الملكية الفكرية، والتسويق، والتوزيع الدولي، وغيرها الكثير.
دعم المعرفة
وتحدث رئيس اللجنة العليا لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر 2025، إبراهيم الهاشمي، لـ«الإمارات اليوم»، عن أهمية القمة، مشيراً إلى أنها تُرسّخ التزام دبي بدعم المعرفة والثقافة على المستويين الإقليمي والعالمي، موضحاً بأن المختلف في هذه الدورة هو التركيز على النشر الذي يواجه الكثير من التحديات، بسبب التحول الرقمي ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وما يريده الجيل الجديد من النشر، وأضاف أن القمة تسعى إلى إبراز الدور الحيوي للمكتبات في تمكين الأجيال المقبلة من أدوات المعرفة، وإيجاد مسارات جديدة تدمج بين الإبداع الإنساني والتكنولوجيا الحديثة، بما يعزز مكانة المنطقة في صناعة النشر، ويمنحها حضوراً مؤثراً في المشهد الثقافي العالمي، ولفت إلى أن دولاً عدة تراجعت عن النشر الرقمي وعادت إلى الورقي، كونه يُرسّخ المعلومات في عقول الأطفال، مشيراً إلى وجود توجه للاعتراف بالكتب المؤلفة عبر التقنيات الرقمية، وبأن هذه الموضوعات ستُناقش خلال القمة، وأكّد الهاشمي أن دبي تأتي في الطليعة دائماً، وأن مكتبة محمد بن راشد ليست مجرد مكتبة، بل هي مركز فكر ونشر وتنوير، والقمة تأتي لسد فراغات كثيرة في هذا الحقل، والإسهام في النشر، منوهاً بأنه لابد من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لكن ما يحدد النتيجة هو الطريقة التي يتم استخدامه بها.
مرحلة مفصلية
وأكّد عضو اللجنة العليا للقمة، جمال الشحي، أن صناعة النشر تمر بمرحلة مفصلية تفرضها التغيّرات المتسارعة في التكنولوجيا وسلوكيات القراءة، ما يتطلب البحث عن حلول عملية، تضمن استدامة القطاع واستجابته للتحولات، ولفت إلى أن أبرز التحديات في النشر هو الذكاء الاصطناعي، وسوف تتطرق القمة لهذه التحديات، لاسيما أن هناك الكثير من الأسئلة حول مدى اعتماد قطاع النشر على الذكاء الاصطناعي، وهل سيكون الأخير حجر عثرة؟ وسيجيب الخبراء والباحثون والأكاديميون عن هذه الأسئلة، ونوه بأن الإمارات تعمل بجد لكي تكون هناك صناعة حقيقية للنشر، لأن هناك بنية تحتية إدارية قوية، تنعكس على صناعة النشر، مشيراً إلى أنه لابد من إطلاق المزيد من المبادرات في مجال النشر، وأنه في حال حدوث أي تغيير لافت بصناعة النشر في المنطقة، فهو حتماً سيكون من الإمارات، وأشار إلى أن المكتبات هي المكان الأساسي الذي سيستفيد من الذكاء الاصطناعي، وأوضح أن القمة ستناقش التحديات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، وسلاسل التوريد، وتغيّر أنماط القراءة لدى الأجيال الجديدة، مشدداً على أن التوصيات المنتظرة من القمة ستشكل خريطة طريق تساعد المؤسسات والأفراد على مواجهة التحديات، وتقديم نموذج مبتكر، يعزز من حضور صناعة النشر في المنطقة والعالم.
منصة عملية
وأشار مدير إدارة المكتبات في مكتبة محمد بن راشد وعضو اللجنة العليا للقمة، علي جمعة التميمي، إلى أن القمة تُشكّل منصة عملية لإنتاج الأفكار والتوصيات القابلة للتنفيذ، بما يسهم في تطوير منظومة النشر، وتعزيز تنافسيتها محلياً وعالمياً، ولفت إلى وجود هاجس بانتهاء قطاع النشر، مؤكداً أنه من خلال القمة يمكن تغيير هذا المفهوم، وأن قطاع النشر سيستمر، وطريقة النشر ستختلف في ظل وجود التكنولوجيا والأدوات الذكية، حيث ستعزز دور النشر وستنهض بقطاع النشر، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدّم حلولاً وأدوات ستسهم في نمو قطاع النشر، مع الإشارة إلى أنه قد لا يخدم اللغة العربية كما يفعل مع الإنجليزية، لكنه بلاشك سيكون إيجابياً، وشدد على أن دور المكتبة اليوم هو التعاون مع دور النشر، كي تزودها بكتب ورقية أو صوتية، مبيناً أن مكتبة محمد بن راشد تحتوي على 750 ألف كتاب ورقي فضلاً عن المصادر المعرفية التي تفوق المليار مصدر معرفي.
مخرجات متوقَّعة
من المتوقع أن تشهد القمة في ختامها وضع العديد من المخرجات، ومن بينها: وضع خريطة طريق عملية، لتطوير صناعة النشر على المستويين المحلي والإقليمي، وخلق فرص شراكة واستثمار بين الناشرين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تعزيز الحضور العربي في قطاع النشر على الساحة العالمية، وإرساء مبادرات عملية، لدعم الشباب في قطاع النشر.
حقائق
• تُولي القمة اهتماماً خاصاً بالجانب التطبيقي من خلال ورش عمل متخصصة تجمع بين الإبداع والمهارة العملية.
• تشمل الورش محاور متنوعة مثل الترجمة والتحرير وعمليات النشر، إلى جانب استكشاف فنون كتابة أدب الأطفال وفنون الطباعة.
• التعريف بأفضل الممارسات لبناء بيئات عمل شاملة في قطاع النشر.
• تُمثّل هذه الورش فرصة قيّمة للكُتّاب والمحررين والناشرين الطموحين لاكتساب أدوات جديدة وصقل مهاراتهم، بما يواكب التطورات المتسارعة في هذه الصناعة.
. 80 متحدثاً يُمثّلون 14 دولة.
. 45 جلسة نقاشية وحوارية.
. 10 ورش عمل متخصصة.