واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، لليوم السابع على التوالي، اجتياحاته في الضفة الغربية التي شطبها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من خارطة فلسطين.
وعاودت قوات الاحتلال دخول مخيم طولكرم ليلاً بعد أيام من تركيزها على مدينة جنين ومخيمها.
وأحصت وزارة الصحة سقوط 31 قتيلاً ونحو 130 إصابة في الضفة «منذ الأربعاء الماضي» مع تصعيد الاجتياحات.
وتشمل هذه الحصيلة 28 شخصاً قضوا بنيران إسرائيلية في شمال الضفة، آخرهم طفلة في السادسة عشرة من العمر قضت برصاص الاحتلال أمس، في بلدة كفر دان غرب جنين. كما تضم ثلاثة قضوا في مدينة الخليل ومحيطها جنوبي الضفة.
وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس أمس، بأن العديد من أحياء جنين استحالت ركاماً وأتربة. وأغلقت محال تجارية أبوابها، بينما بدت الشوارع مقفرة وخلت من المارة، فيما لوحظ عدد ضئيل من المركبات تتجول إلى جانب سيارات الإسعاف، إضافة إلى آليات وجرافات تابعة لجيش الاحتلال. وقال مدير العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن إن «قوات الاحتلال جرفت أكثر من 70% من شوارع المدينة بالكامل… ما أدى إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي وكوابل الاتصالات والكهرباء في المناطق التي تم تجريفها».
ضربة جوية
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء الماضي بدء عملية «لمكافحة الإرهاب» في شمال الضفة الغربية، ودفع بآلياته إلى جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها. وبعد زهاء يومين، انسحبت القوات الإسرائيلية من طوباس وطولكرم وركزت عملياتها في جنين. لكن العمليات استؤنفت في مخيم طولكرم الإثنين.
وشوهدت أمس آليات الاحتلال بينها جرافات تجوب شوارع طولكرم، فيما أفاد شهود عن قيام هذه الآليات بعمليات «تخريب وتدمير لشوارع مخيم طولكرم». وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن «قوات الاحتلال فرضت حظر التجوال على مخيم طولكرم».
وقال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته استهدفت خلية مسلحة «أطلقت النار على قوات الأمن خلال عملية مكافحة الإرهاب» في طولكرم. وأكد مصدر طبي في مستشفى طولكرم الحكومي «استشهاد فتى وإصابة خمسة أشخاص آخرين خلال الاقتحام الأخير لمخيم طولكرم». وأوضح أن الفتى يبلغ 15 عاماً «أصيب بالرصاص في رأسه، ووالده أيضاً من بين المصابين… برصاصة في خاصرته».
جامعة بيرزيت
في غضون ذلك، أعلنت جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله أن «قوات الاحتلال اقتحمت حرم الجامعة» فجر أمس، واعتدت على الحرس الجامعي وعبثت بمحتويات مجلس الطلبة وصادرت جزءاً من ممتلكاته.
وتشهد مدينة الخليل في جنوب الضفة إغلاقاً تاماً منذ الأحد في أعقاب الهجوم الذي وقع قرب بلدة ترقوميا وأدى إلى مقتل ثلاثة من شرطة الاحتلال. كما قضى ثلاثة فلسطينيين بينهم المهاجم المشتبه به بتنفيذ إطلاق النار، بنيران إسرائيلية. واعتقلت قوات الاحتلال 22 فلسطينياً على الأقل من الضفة خلال 24 ساعة، بينهم معتقلون سابقون، وبذلك بلغت «حصيلة عمليات الاعتقال في الضّفة منذ إعلان الاحتلال عن الحملة العسكرية الأخيرة في الضفة أكثر من 150 حالة اعتقال»، ليصل إلى أكثر من 10 آلاف و400 معتقل فلسطيني في الضّفة، منذ 7 أكتوبر. وبدا لافتاً أمس، استخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خارطة تضم الضفة إلى إسرائيل.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه الخطوة «استخفافاً بالشرعية الدولية وقراراتها وبإرادة السلام الدولية والاتفاقيات الموقعة، وتحدياً سافراً للجهود الدولية المبذولة لوقف حرب الإبادة والتهجير وإحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين».