كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن أن الولايات المتحدة تعمل بالتعاون مع مصر وقطر على إعداد خطة “نهائية وأخيرة” لوقف الحرب في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة توصف بأنها غير قابلة للتعديل، حيث استخدمت مصطلح “Take it or leave it” للإشارة إلى مدى جديتها وحتميتها.
ووفقًا للصحيفة، فإن فشل إسرائيل وحركة حماس في قبول هذه الخطة قد يؤدي إلى إنهاء المفاوضات التي استمرت لعدة أشهر دون تحقيق أي تقدم ملموس.
وتأمل الولايات المتحدة أن يؤدي اكتشاف جثث 6 رهائن في غزة، من بينهم المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، إلى تعزيز الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق نهائي، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يشيرون إلى أنهم قد ينسحبون من المفاوضات إذا لم تسفر عن نتيجة.
وفي تصريح لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أوضح أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مكثفة مع مصر وقطر لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق الذي من المتوقع تقديمه خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف: “إذا لم يقبله الطرفان (إسرائيل وحماس)، فقد تكون هذه نهاية المفاوضات التي تقودها واشنطن”.
ورغم هذه الجهود، يبقى الغموض يحيط بمدى تأثير اكتشاف جثث الرهائن على فرص نجاح هذه المفاوضات في الأسابيع المقبلة، بحسب ما ذكره مسؤولون أمريكيون.
وأشار المسؤول الكبير إلى أن العمل على الخطة النهائية بدأ قبل العثور على جثث الرهائن في نفق تحت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشددًا على أن هذا التطور يجب أن يضفي المزيد من الإلحاح على العملية التفاوضية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الرهائن الستة قُتلوا على يد خاطفيهم “قبل وقت قصير” من العثور عليهم، وأكدت الولايات المتحدة من خلال تقييم مشابه أن جميع الرهائن أعدموا برصاص في الرأس قبيل اكتشاف جثثهم.
وقد بذل الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه جهودًا متواصلة على مدى أشهر لإقناع إسرائيل وحماس بالتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين على قيد الحياة مقابل سجناء فلسطينيين، ووقف إطلاق النار في غزة، وهو ما كان يؤمل أن يكون الأساس لإنهاء دائم للحرب.
وشملت هذه الجهود زيارات متعددة قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذين عملوا بشكل مكثف مع المفاوضين المصريين والقطريين للوصول إلى اتفاق.
وفي الداخل الإسرائيلي، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة من عائلات الرهائن الذين يطالبونه بإبرام اتفاق لإنقاذ أبنائهم. وتصاعد الغضب الشعبي ليشمل مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف ليلة الأحد، بينما دعت أكبر نقابة عمالية في إسرائيل إلى إضراب عام يوم الإثنين، مهددة بإغلاق البلاد حتى يوافق نتنياهو على صفقة مع حماس لإعادة الأسرى المتبقين.
وتتهم عائلات الرهائن والمعارضة نتنياهو منذ أشهر بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي وانتصاره على حماس على حساب الصفقة المنتظرة.