قبل بضعة أيام، جرى تنفيذ ثاني أعلى مستوى أمني في قاعدة جوية تابعة لحلف «الناتو» في بلدة جايلنكيرشن الألمانية، لمدة 24 ساعة تقريباً بسبب تهديد محتمل.

وقالت مصادر أمنية ألمانية أمس، إن «عملية تخريب» روسية محتملة كانت وراء رفع حالة الإنذار. وأوضحت أنه تم تلقي معلومات جادة من جهاز استخباراتي أجنبي عن «عمل تخريبي» روسي محتمل ضد القاعدة عبر استخدام مُسيرة، وفقاً لوكالة الأنباء الالمانية.

لكن أمس، تم بالفعل تفعيل الدفاعات الجوية للحلف في بولندا، بسبب هجوم روسي واسع النطاق على أوكرانيا، بما فيها مقاطعات حدودية مع بولندا العضو في الحلف، في حين قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن المفاوضات مع أوكرانيا فقدت أهميتها، وهددت بأن «الرد آت حتماً» على التوغل الأوكراني في كورسك.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن القوات الروسية، «شنت ضربة واسعة النطاق بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى، وبالطائرات العملياتية التكتيكية التابعة للقوات الجوفضائية الروسية، وهاجمت طائرات دون طيار مرافق البنية التحتية الحيوية للطاقة التي تضمن تشغيل المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا».

وبحسب البيان، فإن بنك الأهداف تضمن المحطات الكهربائية الفرعية في كييف، وفينيتسا، وزيتومير، وخميلنيتسكي، ودنيبروبيتروفسك، وبولتافا ونيكولاييف، وكيروفوغراد، وأوديسا، كما أوردت وكالة «سبوتنيك».

بالإضافة إلى ذلك، «تضررت محطات ضغط الغاز في مقاطعات لفيف، وإيفانو فرانكيفسك، وخاركوف، والتي تضمن عمل نظام نقل الغاز في أوكرانيا». وتابعت الوزارة أن القوات الروسية ضربت بالإضافة إلى ذلك، «مواقع تخزين أسلحة الطيران التي نقلتها الدول الغربية إلى كييف في مطارات مقاطعتي كييف، ودنيبروبيتروفسك».

وأكدت وكالة «يونيان» الأوكرانية وقوع الضربة بعدما ظهر مقطع فيديو للضرر على قنوات روسيا على تطبيق «تيليغرام». وكتبت وكالة الأنباء «لا جدوى من إخفاء هذا». وأكدت الإدارة العسكرية في منطقة كييف حدوث ضرر في منشأتين للبنية التحتية للطاقة.

إجراء حاسم

هذه الضربة الواسعة دفعت الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي للعودة إلى مناشدة حلفائه الدوليين اتخاذ «إجراء حاسم» يتمثل برفع القيود على استخدام الأسلحة طويلة المدى التي يقدمها الشركاء الغرب، في ضرب العمق الروسي.

وقال «أمريكا وبريطانيا وفرنسا وشركاؤنا الآخرون لديهم القدرة على مساعدتنا في وقف هذا الإرهاب. حان وقت اتخاذ إجراء حاسم»، مضيفاً «كل قائد، كل شخص من شركائنا يعلم أن هناك حاجة لقرارات حاسمة لإنهاء هذه الحرب بطريقة عادلة».

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ كينجال الباليستية الأسرع من الصوت على 15 منطقة أوكرانية – أي أكثر من نصف البلاد.

ودعا حلفاء أوكرانيا إلى تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى والسماح باستخدامها على أهداف داخل روسيا.

وسمع دوي انفجارات في العاصمة كييف، وانقطع التيار الكهربائي وإمدادات المياه في المدينة. وأعلنت شركة الطاقة الخاصة الأوكرانية انقطاع التيار الكهربائي، وقالت إن «عمال الطاقة في جميع أنحاء البلاد يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لاستعادة الإضاءة».

وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية «أوكرينرغو» عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام بعد الهجوم، بينما تعطّل جدول مواعيد القطارات.

 

شاركها.
Exit mobile version