بات إقليم ناغورني قره باغ شبه خالٍ من سكانه الأرمن، مع إعلان السلطات في أرمينيا أمس، أن أكثر من 100 ألف منهم فرّوا في أعقاب العملية العسكرية التي انتهت بانتصار أذربيجان وإعلانها فرض السيادة على الإقليم.
وقالت نظلي باغداساريان، المتحدثة باسم رئيس الحكومة الأرميني نيكول باشينيان، إن «100,417 شخصاً دخلوا أرمينيا» منذ استسلام مقاتلي الإقليم في 20 سبتمبر، أي أكثر من 80% من عدد السكان الأرمن في المنطقة، وكانوا يقدّرون قبل الهجوم الأذربيجاني بنحو 120 ألفاً.
وأضافت أن ما مجموعه 21043 مركبة عبرت جسر هكاري، الذي يربط أرمينيا بناغورني قره باغ، منذ الأسبوع الماضي. واصطف بعض المركبات لعدة أيام بسبب ازدحام الطريق الجبلي المتعرج الذي يعد الطريق الوحيد المؤدي إلى أرمينيا.
وكتب أرتاك بلغاريان، الوسيط السابق لحقوق المدنيين في قره باغ، على منصة «إكس» إنه «لم يبق سوى بضع مئات من الموظفين في القطاع العام والعاملين في مجال الإسعاف والمتطوعين وأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم يستعدون بدورهم للمغادرة».
وأعتقل جهاز الأمن الأذربيجاني عدداً من المسؤولين في ناغورني قره باغ بتهمة التورط في أنشطة «إرهابية» وجرائم أخرى.
اعتقالات
واعتقلت السلطات الأذربيجانية وزير الخارجية السابق بحكومة الإقليم والمستشار الرئاسي، ديفيد بابايان، حسبما ذكر مكتب المدعي العام الأذربيجاني أمس.
ويأتي اعتقال بابايان في أعقاب توقيف حرس الحدود الأذربيجاني للرئيس السابق لحكومة ناغورني قره باغ، روبين فاردانيان، أثناء محاولته العبور إلى أرمينيا الأربعاء.
وتظاهر نحو ألفي شخص في يريفان أمس، تضامنا مع فاردانيان الذي قاد الحكومة من نوفمبر 2022 حتى فبراير هذا العام، ووضع قيد الحجز الاحتياطي الأربعاء أثناء محاولته الوصول إلى أرمينيا.
وأعلنت أذربيجان أمس، مقتل أحد جنودها برصاص قناص من مواقع القوات المسلحة الأرمينية على الحدود بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع إن الجندي قتل في منطقة كيلبجار… من قرية كوت في أرمينيا، لافتة إلى أن «وحدات من القوات الأذربيجانية تتخذ إجراءات للرد».
ونفت أرمينيا تلك الرواية، وأكدت وزارة دفاعها أن هذه الرواية «لا تتوافق مع الواقع».
طلب مساعدة
في روما، قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية أمس، إن أرمينيا طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدتها في استقبال لاجئي ناغورني قرة باغ.
وذكر مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية في بيان إن أرمينيا طلبت من الاتحاد الأوروبي توفير ملاجئ مؤقتة وإمدادات طبية، وتابع أن روما تعمل على تعزيز سبل إرساء الاستقرار في المنطقة.
وأعلنت قبرص أنها تدرس استضافة بعض الأرمن إذا اقتضت الحاجة بعد فرارهم من ناجورني قرة باغ. وقالت الخارجية القبرصية في بيان «تُبقي الحكومة القبرصية على ممر مفتوح للأرمن وهي مستعدة في هذا الإطار لتقديم مساعدات إنسانية على الفور».
وجاء في البيان «قبرص تدرس، من بين عدة أمور، سبل استضافة عدد من النازحين الأرمن في بلادنا».