أعلنت روسيا أنّ قواتها دمّرت في أوديسا جنوبي أوكرانيا، فجر أمس، مواقع قالت إن كييف استخدمتها للتحضير للهجوم الأخير على جسر القرم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن الضربات استهدفت أيضاً موقعاً لتصنيع هذه المسيّرات «في حوض لبناء السفن قرب مدينة أوديسا».

وأوضحت الوزارة أنه تم تدمير منشآت تخزين الوقود التي يبلغ حجمها الإجمالي نحو 70 ألف طن في منطقة نيكولاييف وأوديسا، والتي كان يتم منها تزويد المعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية بالوقود.

مزدوجة الأهداف

ويعتبر مراقبون أن الضربة مزدوجة الأهداف، إذ إنها أيضاً تأتي بعد تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي الذي عرض على الأمم المتحدة وتركيا الاستمرار في تصدير الحبوب من موانئ أوديسا الثلاث، بمعزل عن موسكو التي أوقفت اتفاق الحبوب. ويعتقد المراقبون أن الضربة الروسية لميناء أوديسا ستدفع السفن وشركات التأمين بعيداً عن هذه المنطقة الملتهبة.

وفي أعقاب قرار روسيا، الذي قوبل بانتقادات غربية، بعدم تجديد اتفاق الحبوب، حذر الكرملين الدول المشاركة الأخرى في الاتفاق من محاولة تطبيق الاتفاق بمفردهم بدون موسكو.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول إن أي محاولات للاستمرار في اتفاق الحبوب بدون مشاركة روسيا سوف يؤدي لمخاطر لأن ممر الحبوب قريب من منطقة القتال في أوكرانيا.

كذلك، اتّهم بيسكوف كييف باستخدام الممرّ البحري المخصّص لتصدير الحبوب الأوكرانية «لأغراض عسكرية».

وانتقد المتحدّث باسم الكرملين موقف الدول الأوروبية «لأنّها لم تلتزم بنود الاتفاق المتعلقة بروسيا»، الأمر الذي أدّى لانسحاب موسكو منه.

سحب الضمانات

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب يعني «سحب الضمانات الأمنية» في البحر الأسود. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن وزيري خارجية روسيا وتركيا أجريا محادثات هاتفية أمس بشأن المسألة.

وعلى غرار مواقف معظم العواصم الغربية، قال وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس إن روسيا تستخدم الحبوب سلاحاً. لكن المتحدث باسم الكرملين قال إن موسكو تواصل الاستعداد لإمداد الدول المحتاجة بالحبوب الروسية مجاناً، بديلاً عن الحبوب الأوكرانية. وقالت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك، إن الهجمات الروسية لم تنجح في تعطيل تشغيل ميناء أوديسا. و

أضافت أن الهجوم استهدف البنية التحتية للميناء، وكان على الأرجح الهجوم الأكثر قوة. وتحدث الجيش الأوكراني، عبر موقع فيسبوك، عن إسقاط ستة صواريخ روسية طراز «كاليبر» و 21 طائرة مسيرة هجومية.

الوضع الميداني

ميدانياً كذلك، أكّدت وزارة الدفاع الروسية أمس، أنّ قوّاتها تقدّمت لما يصل إلى كيلومترين خلال «هجمات» شنّتها قرب كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا، وهي تقاطع مهم للسكك الحديدية في منطقة خاركيف.

وقال الجنرال أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية إن روسيا ركزت قواتها في كوبيانسك لكن القوات الأوكرانية تصدها. وأضاف «الموقف معقد لكنه تحت السيطرة». وقال متحدث باسم قيادة المنطقة الشرقية الأوكرانية إن الجيش الروسي حشد أكثر من 100 ألف جندي وأكثر من 900 دبابة في المنطقة.

شاركها.
Exit mobile version