في محاولة واضحة من الحكومة البريطانية لاستمالة الناخبين الشباب للتصويت لحزب المحافظين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، المتوقعة مطلع يناير 2025، على أبعد تقدير، أعلن رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، خطة طموحة تتمثل في بناء مليون منزل خلال عام ونصف، على أن تكون جاهزة قبل موعد الاستحقاق الانتخابي.
وأكد سوناك أن المنازل الجديدة سوف تبنى في قلب المدن وليس في الريف، حيث لن تتغير المساحات الخضراء فيه.
وقال وزير الإسكان، مايكل جوف، إن الحكومة سوف تقدم تسهيلات كبيرة لتحويل محلات التجزئة والمخازن المغلقة والمباني الزراعية إلى منازل.
خطة الإسكان الجديدة قوبلت بانتقادات واسعة، حيث قالت وزير الإسكان في حكومة الظل العمالية، ليزا ناندي، إن على حزب المحافظين مواجهة حقيقة أن البلاد تحت حكمهم انتقلت فيها أزمة الإسكان «من سيئ إلى أسوأ».
المختص في الحفاظ على البيئة، الباحث في جامعة «بليموث»، الدكتور لاش ماكسي، صرح لـ«البيان»، أن مقترحات جوف: تحويل المحلات والمخازن إلى منازل هي «مقترحات خطيرة»؛ لأن هذه الأماكن في الغالب غير مناسبة للسكن، ويمكن أن تقود في النهاية إلى منازل ذات نوعية رديئة تتسبب في أمراض متعددة، كما «استبعد أن تفي الحكومة بوعودها في بناء المليون منزل»، خصوصاً بعدما رضخت للمجالس المحلية، وتراجعت عن مشروعات سابقة بتحويل بعض المساحات الخضراء في الأرياف إلى تجمعات سكنية؛ بسبب رد فعل نواب الدوائر الريفية الرافض للمشروع، ما يعني أن «الحكومة تعلم أن المدن غير قادرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من المنازل».
أما الصحافي، ويليام وارد، قال لـ«البيان»، إن هدف خطة الإسكان الحكومية، إعادة جذب قاعدة الناخبين الشباب عبر الوعد بمعالجة أهم قضية تواجههم وهي: توفير منازل عصرية بأسعار معقولة، فمع الارتفاع الكارثي في أسعار العقارات (المعروضة للإيجار أو البيع)، غدا مستحيلاً تأمين منازل جيدة وفي مواقع مناسبة. وأضاف إن حزب المحافظين يقرأ استطلاعات الرأي ويعرف أن أحدثها أوضحت انحياز الشباب لخطط العمال المتعلقة بالإسكان؛ لذا يسعون إلى إظهار التزام تام بمعالجة هذه القضية الملحة.
أما بخصوص تأثير الخطة على التضخم، المتسبب بشكل مباشر في ارتفاع أسعار العقارات، بناءً على ارتفاع قيمة الفائدة البنكية، أوضحت المحلل الاقتصادي في شركة (PWC)، ليزا هوكر، لـ«البيان» أنه كما أي مشروع بنية تحتية كبير، تنشأ مخاوف بشأن انعكاس المشروع على التضخم، ومع العدد الكبير للمنازل المخطط بناؤها سوف يزداد الطلب على المواد الخام والعمالة، ما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار، وهنا يجب على الحكومة أن تكون حذرة في التحكم بالأسعار؛ لتجنب ارتفاع جديد في التضخم قد يطيح بها وبخططها.
يذكر أن المملكة المتحدة تكافح منذ سنوات في مواجهة النقص الحاد في المساكن الذي تسبب في ارتفاع أسعارها بشكل كبير وزاد الصعوبات أمام المشترين للمرة الأولى، وحرم العائلات ذات الدخل المنخفض من دخول السوق العقاري.