توسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان، ليصل الاقتتال، مدينتين كبيرتين، هما: الفاشر والفولة، بحسب ما أفاد شهود عيان، أمس، في تطوّر فاقم المخاوف حيال مصير مئات آلاف النازحين الذين كانوا فرّوا إليهما من أعمال العنف في إقليم دارفور.
ومنذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، شهد إقليم دارفور، غربي البلاد، إلى جانب العاصمة الخرطوم، أعمال عنف تعدّ الأسوأ.
واستؤنفت المعارك في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بحسب الشهود، لتنهي هدوءاً استمر شهرين في المدينة المكتظة بالسكّان، التي كانت ملاذاً لهم من القصف وأعمال النهب وعمليات الاغتصاب والإعدام دون محاكمة التي شهدتها أجزاء أخرى من دارفور.
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة «يال» الأمريكية، ناتانيال ريموند: «إنه أكبر تجمع لمدنيين نزحوا في دارفور مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر».
أسلحة ثقيلة
من جهتهم، أفاد سكان بأن أعمال العنف اندلعت مجدداً في الفاشر في وقت متأخر من ليل الخميس. وأفاد أحدهم عن سماع أصوات «معارك بالأسلحة الثقيلة شرق المدينة». كما أفاد شهود عن أعمال قتالية في الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان المحاذية لدارفور.
وامتدّ النزاع بالفعل إلى ولاية شمال كردفان، التي تعد مركزاً للتجارة والنقل بين الخرطوم وأجزاء من جنوب السودان وغربه. وحضّت الولايات المتّحدة، أول من أمس، طرفي النزاع على «وقف القتال الذي تجدد في نيالا.. ومناطق أخرى مأهولة بالسكان، ما تسبب بالموت والدمار».
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في بيان: «نشعر بالقلق خصوصاً من التقارير عن قصف عشوائي ينفّذه الطرفان». وتابع: «في كل يوم يتواصل فيه هذا النزاع العبثي، يقتل المزيد من المدنيين ويصابون ويتركون دون منازل وطعام ومصادر رزق».
سلب ونهب
في الأثناء، أفاد أحد سكان الفولة بأن عناصر من «الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع، وأحرقت خلال المعارك مقار حكومية».
ونوّه شاهد آخر في الفولة إلى «عمليات سلب ونهب للمحال التجارية في سوق المدينة»، مؤكداً «سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال». إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال مصير النساء والفتيات في ظل «انتشار صادم لأعمال عنف جنسي تشمل الاغتصاب». وقالت ليلى بكر، من صندوق الأمم المتحدة للسكان «شهدنا 900 % ازدياداً في العنف القائم على النوع الاجتماعي في مناطق النزاع». وأضافت: «تواجه النساء خطراً كبيراً جداً».