تحول محور صلاح الدين الشهير بمحور فيلادلفيا إلى نقطة شائكة تعرقل جهود تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، في ظل استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس. المحور الذي يمتد على طول نحو 14.5 كيلومتراً بين مصر وقطاع غزة، أصبح نقطة خلاف في مفاوضات الهدنة في غزة.
تجاوزت مسألة محور فيلادلفيا البعد العسكري، لتنال وصف “قضية سياسية” تجعل من الصعب معالجة المسألة بشكل فعال يسهم في دفع المفاوضات.
خلفية
في مايو الماضي وفي خضم الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، استولى الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا الاستراتيجي بين غزة ومصر. ومنذ ذلك الوقت، تصاعدت مطالبات في إسرائيل بضرورة البقاء في هذا المحور بحجة منع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى حماس.
ومع ذلك، جوبه هذا الطلب بمعارضة شديدة من حركة حماس وكذا من السلطات المصرية الوسيط الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار.
مفاوضات
ومنذ شهر يوليو الماضي، يصر نتنياهو على بقاء قواته في المحور إلى أجل غير مسمى، وهي خطوة أثارت مخاوف لدى المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول تأثيرها السلبي في المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يضمن وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن.
وقال مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن إدارة بايدن سعت إلى طرح سلسلة من الحلول البديلة، من أبرزها اقتراح بناء جدار تحت الأرض على طول الحدود لمنع التهريب.
لكن لم تكن تلك الاقتراحات كافية لإقناع نتنياهو بالانسحاب الكامل من المحور. لتتجه الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بسحب قواتها من أماكن محاذية للمناطق المكتظة في غزة.
تصريحات
أدى ذلك التراشق السياسي إلى تسييس إسرائيل قضية المحور، ما صعب التوصل إلى حل خلف الأبواب المغلقة. وقد سعى نتنياهو إلى استخدام قضية المحور كوسيلة لتعزيز موقفه السياسي، لكنه لم ينجح سوى في تعقيد المفاوضات أكثر.
ولم تسفر الجهود الأمريكية والدولية لخفض التوتر عن نتائج ملموسة حتى الآن.
ومع انتقال محادثات وقف إطلاق النار من القاهرة إلى الدوحة، سعى الوسطاء الآخرون إلى تهدئة الوضع وتقليل حدة التوتر، لكن التحديات لا تزال قائمة.