للمرة الثانية خلال شهرين في المكان نفسه، قصفت إسرائيل مخيمات إيواء للنازحين في منطقة المواصي في خان يونس بغزة، وهي المنطقة التي سبقت وتعرضت لغارة دامية في يوليو الماضي، نجم عنها مقتل أكثر من 90 فلسطينياً ومئات الجرحى، في مشهد مأساوي يتكرر كثيراً في مناطق عدة بالقطاع، ويذهب ضحيته فلسطينيون يبحثون على نحو دائم عن مأوى من القصف، وغالباً ما يتركون مناطقهم بعد طلبات إسرائيلية بالإخلاء إلى «مناطق آمنة»، ثم تتعرض هذه الأماكن للقصف.
في مجزرة فجر أمس، لقي 40 فلسطينياً حتفهم وأصيب 60 آخرون، مع وجود حوالي 15 مفقوداً تحت الأنقاض، في غارات جوية استهدفت مواصي خان يونس التي حددتها إسرائيل «منطقة إنسانية» جنوبي القطاع، بينما قال الجيش الإسرائيلي، ككل مرة، إنّه استهدف مركز قيادة لحركة «حماس» التي نفت تواجد أي من عناصرها في المكان. وكالة فرانس برس نقلت عن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل قوله إن المنطقة التي طالها القصف كان فيها أكثر من 200 خيمة للنازحين، مشيراً إلى تضرر من 20 إلى 40 منها بشكل كامل. وهناك عائلات كاملة اختفت في مجزرة مواصي خان يونس بين الرمال في حفر عميقة يصل عمقها إلى 10 أمتار، وفق الدفاع المدني الذي أشار إلى أن نقص المعدات يعيق عمليات الإنقاذ.
وأظهر فيديو من المكان أكثر من حفرة رملية ضخمة بعمق أمتار عدة، وخيماً مدمّرة بالكامل. ونقلت وكالة فرانس برس عن شاهدة عيان أن «أربعة صواريخ (ألقيت) مرة واحدة. حزام ناري… نحن في رعب»، مضيفة «أول مرة نشعر برعب كهذا في منطقة آمنة».
مواقف منددة
وأدانت مصر مجزرة المواصي، وأعربت، في بيان أصدرته الخارجية، عن «بالغ استنكارها لاستمرار المجازر الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، وذلك في غياب أي تحرك دولي فاعل لوضع حد لهذه المعاناة الإنسانية التي أصبحت تمثل تحدياً حقيقياً لمصداقية كافة المعايير والقيم الإنسانية وخرقاً لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان».
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن ما حصل «اعتداء جديد يضاف إلى سلسلة متكررة من الانتهاكات لآلة الحرب الإسرائيلية على المدنيين العزّل».
وأدان البرلمان العربي بشدة «المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي»، ووصفها بأنها «استمرار لسياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني».
تنديد أممي
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالضربة الإسرائيلية، التي كان أدانها منسق المنظمة الدولية الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، مندداً بـ«الغارات الجوية المميتة التي شنتها إسرائيل على منطقة مكتظة… حيث كان النازحون يحتمون». ونددت الخارجية التركية بـ«جريمة حرب» تتحمّل مسؤوليتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن «الوفيات الصادمة في خان يونس» تعزز الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار في غزة.