اقتحم مودع، أمس، فرع بنك الموارد في بلدة انطلياس في المتن الشمالي – جبل لبنان، وطالب بوديعته البالغة 15 ألف دولار، وحصل عليها، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وأعلنت جمعية صرخة المودعين، في تغريدة في موقعها في «تويتر» أمس، أن «المودع إدجار عوّاد دخل بنك الموارد بأنطلياس للمطالبة بوديعته وقيمتها 15 ألف دولار مع ولده البالغ من العمر 13 سنة».

وأشارت إلى أن عواد تمكّن من تحرير كامل وديعته البالغة 15000 دولار.

يذكر أن المصارف في لبنان تمتنع عن إعطاء المودعين ودائعهم بسبب الأزمة المالية التي بدأت منذ أكتوبر في سنة 2019، فيما لا تزال الساحة الداخلية عموماً، والنقدية خصوصاً، تترقّب مرحلة ما بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في 31 من الجاري.

وشهدت الساعات الماضية تقلّبات في سعر صرف الدولار، بعد فترة من الاستقرار النسبي، ما أثار مخاوف من ارتفاع جديد سيطال العملة الخضراء. وفسّر بعضهم ما حدث بتحريك مليارات الليرات اللبنانية لشراء دولارات على سعر صيرفة، مع اقتراب نهاية حاكم مصرف لبنان، والخلاف الدائر في مستقبل صيرفة في المصرف المركزي، حينما تنتهي ولاية سلامة ويتسلّم النائب الأول للحاكم، مع النواب الثلاثة الباقين المسؤولية، وفق رؤية متباينة في شأن سعر الصرف وتوحيده، وفي شأن بقاء صيرفة من عدمها أما بعضهم الآخر، فرأى في ما حدث «بروفة» لخطورة عدم توفير مظلّة واقية سياسية وإصلاحية لعمل المجلس المركزي في غياب سلامة، في ظلّ مخاوف من تصعيد مالي سيعقّد مغادرته المصرف.

وفي معرض تتبّع ما حصل في الساعات القليلة الماضية، لجهة التقلّب في سعر صرف الدولار، تردّدت معلومات أن ثلاثة أسباب رئيسة تكمن وراء عودة السيناريو القديم – الجديد، بدءاً من تبلّغ بعض التجار من المصارف بتوقف قبول الطلبات في منصّة صيرفة بدءاً من يوم أمس، مروراً بكون المصرف المركزي بصدد إجراء تعديلات على صيْرفة، ثم تخوّف جزء كبير من المستفيدين والتوجّه نحو السوق السوداء لشراء الدولارات، ووصولاً إلى ما يتعلّق بالوضع الملتبس لحاكميّة «المركزي»، وعدم وجود توجّه واضح لمعرفة سبل معالجة الفراغ الذي قد ينتج عن انتهاء ولاية سلامة نهاية الشهر الجاري.

وبمعنى آخر، فإن التقلبات الحاصلة نتيجة وقائع معيّنة ومحدّدة، وبذلك يُتوقع أن تستمرّ من الآن وحتى نهاية الشهر الجاري، وإن ستبقى مضبوطة، أي أنها لن تلامس مستويات غير مسبوقة كانت عرفتها العملة الخضراء قبل أن تعود إلى الاستقرار في حدود الـ92 ألف ليرة أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن الحقيقة المثبتة تتمثل في كون الدولار والأسعار خطّان تصاعديّان في غياب الرقابة.

سيناريو وترقّب

وعلى وقع التكهنات والتسريبات والتحاليل عمّا يجول في خاطر نوّاب الحاكم الأربعة، علمت «البيان» أنهم لن يلجأوا إلى الاستقالة، وليسوا في وارد التخلّي عن مسؤولياتهم حالياً.

وأشارت أوساط مطلعة إلى أن الغموض لا يزال يكتنف المسار الذي ستأخذه الأمور في المصرف المركزي، والى أن الفترة الفاصلة عن 31 من الجاري تبقى مفتوحة على غير احتمال، وأوضحت لـ«البيان» أن الهامش يمتد بين إعادة إحياء خيار التمديد لسلامة، بحجّة الظروف الاستثنائية، واستقالة نوّابه الأربعة ثم تكليفهم بالاستمرار في إدارة المرفق العام، الأمر الذي يخفّف من وطأة المسؤولية عليهم، أو عدم استقالتهم وتولّي النائب الأول وسيم منصوري تلقائياً صلاحيات سلامة بعد مغادرته.

شاركها.
Exit mobile version