بعد أشهر من التراجع الميداني على الجبهة الشرقية، أطلقت أوكرانيا عملية توغل مفاجئة في منطقة كورسك الروسية. وبعدما التزمت كييف الصمت حيال العملية لأيام، أقر الرئيس الأوكراني فلودمير زيلنسكي بالعملية، معتبراً أن هدفها نقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية.
وفي مواجهة التوغل الأوكراني، أطلقت روسيا السبت ما أطلقت عليها «عملية لمكافحة الإرهاب» في ثلاث مناطق حدودية مُتاخمة لأوكرانيا، مع إجلاء عشرات الآلاف من السكان نحو «أماكن آمنة».
وتخوض القوات الروسية معارك عنيفة لليوم السادس أمام القوات الأوكرانية المتوغلة في كورسك، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من قتل 230 عسكرياً أوكرانياً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، كما أحبطت محاولة وحدات أوكرانية للتقدم إلى ضاحية بيلوفسكي بالمقاطعة.
وأعلن الجيش الروسي وقف التقدم الأوكراني في كورسك، مع إقراره بأن قوات كييف بلغت مناطق تبعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود. وأوضح الجيش في بيان أنه أفشل «محاولات اختراق» نفذتها «مجموعات مدرعة متحركة تابعة للعدو».
وأشار الجيش إلى أنه استخدم لوقف هذا التقدم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، الضربات الجوية والطائرات المسيّرة والمدفعية، إضافة إلى الدفع بقوات احتياطية من مجموعة «الشمال» المنتشرة في منطقة خاركيف. وأكد الجيش كذلك إفشال محاولة اختراق أوكرانية في مقاطعة بيلوفسكي الواقعة إلى الشرق.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً تظهر غارة على رتل من المدرعات الأوكرانية في منطقة كورسك.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 35 طائرة مسيرة فوق مقاطعات كورسك وفورونيغ وبيلغورود وبريانسك وأوريول خلال الليل. وقالت الوزارة: «إن أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت 14 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي مقاطعة كورسك، و16 طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة فورونيغ، و3 طائرات مسيرة فوق منطقة بيلغورود، وطائرة مسيرة واحدة فوق أراضي مقاطعة بريانسك، وأخرى فوق أراضي مقاطعة أوريول».
وأشار مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس إلى أن عملية التوغل في كورسك تهدف إلى «تشتيت» قوات موسكو و«زعزعة» الوضع في روسيا. وقال المسؤول الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «نحن في حالة هجوم. والهدف هو تشتيت مواقع العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر وزعزعة الوضع في روسيا».
وأشار إلى أنه عاجلاً أم آجلاً، ستصد روسيا القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، ولكن إذا «لم تتمكن بعد فترة معينة من استعادة هذه الأراضي، يمكن استخدامها لأغراض سياسية»، كمفاوضات السلام. وأشار إلى أنه تم إبلاغ حلفاء أوكرانيا الغربيين مسبقاً بالتوغل. وأردف: «نظراً لاستخدام السلاح الغربي في هذه العملية، فقد أسهم شركاؤنا الغربيون بشكل غير مباشر في التخطيط لها».
وأكد أن روسيا تتهيأ لهجوم صاروخي واسع على «مراكز صنع القرار» في أوكرانيا رداً على الهجوم.
وبالفعل، توعدت روسيا في وقت لاحق الأحد بالرد، وخصوصاً على الضربة الليلية التي أسفرت عن 13 جريحاً في مدينة كورسك. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام: «ستتم محاسبة مدبري هذه الجرائم ومنفذيها، بمن فيهم رعاتهم في الخارج. إن رداً شديداً للقوات الروسية لن يتأخر».
وأضافت: إن كييف تدرك جيداً أن هذه الأعمال لا جدوى لها من الناحية العسكرية، وإن «الرد القاسي من القوات الروسية لن يستغرق وقتاً طويلاً»، حسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وأسفر هجوم صاروخي روسي عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة قرب العاصمة الأوكرانية كييف الليلة قبل الماضية. وقال سلاح الجو الأوكراني إن الهجوم الذي شنته موسكو خلال الليل شمل أيضاً 57 طائرة مُسيرة دمرت الدفاعات الجوية 53 منها. وأضاف أن روسيا أطلقت أربعة صواريخ من طراز كيه. إن 23 من صنع كوريا الشمالية.