جدد نحو 50 زعيماً أوروبياً خلال «قمة غرناطة» في جنوب إسبانيا، أمس، تأكيد وقوفهم إلى جانب أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وسط تساؤلات حول مواصلة الدعم الأمريكي، فيما تبدو عزيمة الغرب بشأن حرب موسكو وكييف ضعيفة إلى حد ما، بحسب مراقبين.
وبحثت القمة الثالثة للمجموعة السياسية الأوروبية مسائل جيوسياسية شائكة، أملاً في توفير إطار غير رسمي لتسوية بؤر توتر إقليمية، بيد أن غياب رئيسي تركيا وأذربيجان، رجب طيب أردوغان، وإلهام علييف، عن الحضور، قد يقوض مصداقية القمة برمتها.
وشارك الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في «قمة غرناطة»، وأعلن على «تليغرام» أنه يشارك في «اجتماعات ثنائية مهمة»، منها اجتماع مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وأضاف زيلينسكي «القضية الأساسية بالنسبة لنا، خصوصاً قبل فصل الشتاء، هي تعزيز الدفاع الجوي، ولدينا بالفعل الأسس لاتفاقيات جديدة مع شركائنا». ونوّه إلى أن القمة تولي «اهتماماً خاصاً لمنطقة البحر الأسود، والتعاون بشأن الأمن الغذائي العالمي، وحماية حرية الملاحة». وقال إن إنقاذ الوحدة في أوروبا هو أكبر تحد تواجهه القارة.
بدوره، أبدى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أسفه لقرار رئيسي تركيا وأذربيجان عدم المشاركة في «قمة غرناطة». وقال: «من المؤسف أن أذربيجان ليست هنا ومن المؤسف أن تركيا، الدولة الرئيسة التي تدعم أذربيجان، ليست هنا أيضاً» مضيفاً «لذلك، لن نتمكن من الحديث هنا عن مسألة خطيرة مثل اضطرار أكثر من 100 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم على عجل للهروب من عملية عسكرية».
وكان المسؤولون الأوروبيون ينوون، وفق بيانات وتصريحات سابقة، عقد اجتماع بين علييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، حول الأحداث الأخيرة التي شهدها إقليم ناغورني قره باغ. وعدل علييف عن التوجه إلى إسبانيا، إثر ورود إشارات دعم أوروبية لأرمينيا.
كما ندد علييف بـ«أجواء معادية لأذربيجان» معتبراً أنه من غير «الضروري» المشاركة في المفاوضات خلال الإطار الأوروبي، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أذربيجاني. بينما أعرب باشينيان عن خيبة أمله، وقال: «كنا في ذهنية بناءة ومتفائلة، كنا نعتقد أنه من الممكن توقيع وثيقة».
وأعلنت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سوف يضاعف دعمه الإنساني لأرمينيا إلى 10.4 ملايين يورو (10.9 ملايين دولار). وقالت: «نحن ندعم بشدة أرمينيا وندعم احتياجاتها الإنسانية».
وأكدت فون دير لاين أن التكتل سوف يقدم 15 مليون يورو كدعم لموازنة أرمينيا. وتابعت: «سوف نناقش ما يمكن أن نقوم به غير ذلك لدعم أرمينيا في هذا الوضع الصعب».
بينما أكد مستشار الرئيس الأذربيجاني، أن باكو مستعدة لإجراء محادثات مع يريفان بوساطة الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تحضر أذربيجان «قمة غرناطة».
وكتب المستشار الرئاسي، حكمت حاجييف، على «إكس»، إن «أذربيجان مستعدة للمشاركة قريباً في بروكسل في اجتماعات ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وأرمينيا». وسيعقب مؤتمر «قمة غرناطة»، اجتماع لقادة دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، حيث من المتوقع أن تركز المحادثات على التوسيع والهجرة.