اندلعت، أمس، حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة، بعدما شن مقاتلو حركة «حماس»، فجراً، هجوماً مباغتاً، براً، وبحراً، وجواً، اعتبر الأكبر منذ عقود، وأُطلق عليه اسم عملية «طوفان الأقصى»، عبر إطلاق آلاف الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية، وصل مداها إلى عمق تل أبيب، وسط تسلل عناصر من «حماس»، ذكرت مصادر أن عددهم تجاوز 1000 مقاتل، إلى مستوطنات «غلاف غزة»، بما فيها قاعدة «فرقة غزة» العسكرية، التابعة للجيش الإسرائيلي، في مشهد غير مسبوق، قتلوا خلالها ضباطاً وجنوداً إسرائيليين، ومن ثم توغلت العناصر نحو الداخل الإسرائيلي، واقتادت عدداً من الأسرى والرهائن إلى قطاع غزة.

فيما ردت إسرائيل على الهجوم المباغت بعملية «السيوف الحديدية»، بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة، كما استخدم الجيش الإسرائيلي القصف بالمدفعية، والاشتباك بالقوات الخاصة، بهدف استعادة ما تم حصاره من المستوطنات الإسرائيلية.

وخلف الاقتتال الإسرائيلي الفلسطيني مئات الضحايا من الجانبين، بين قتيل وجريح، والأعداد في ارتفاع مستمر، ويتم الكشف عنها بين الحين والآخر، وبحسب مصادر طبية، تجاوزت أعداد القتلى في الجانب الإسرائيلي 300 قتيل، وأكثر عن 1100 جريح، وفي الجانب الفلسطيني، 198 قتيلاً، وأكثر عن 1600 جريح، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

في الأثناء، يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة، اليوم، لبحث «العنف في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية»، بحسب ما أوردته وكالة «فرانس برس».

وابل صواريخ

في التفاصيل، أعلنت حركة «حماس»، إطلاق وابل من الصواريخ تجاوز 7 آلاف صاروخ، فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن عدداً من المقاتلين «تسللوا» إلى إسرائيل من قطاع غزة عقب إطلاق صواريخ من القطاع، و«طُلب من أهالي المناطق المحيطة بقطاع غزة البقاء في منازلهم». كما أطلق الجيش صفارات الإنذار في القدس.

وتواترت الأنباء حول إغلاق المطارات في وسط وجنوب إسرائيل أمام الرحلات التجارية. وأعلن الجيش الإسرائيلي «حالة التأهب للحرب»، وأكد أن «حماس» ستتحمل عواقب الهجوم.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن مسلحي «حماس» شنوا هجومهم على المستوطنات براً، وبحراً، وجواً، و«ما زال القتال مستمراً». ونقل تلفزيون «آي.24 نيوز» الإسرائيلي، عن المتحدث ريتشارد هيخت، قوله «إنه يوم شديد الوطأة على دولة إسرائيل… لقد هجموا علينا من البر والبحر والجو… القتال ما زال مستمراً».

وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن «حماس» فتحت «أبواب الجحيم» في قطاع غزة، وإن «حماس» شنت هجوماً مزدوجاً في الجنوب وأطلقت آلاف القذائف الصاروخية المكثفة.

من جانبه، أمر وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، شركة الكهرباء بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء. ونقل عن بيان للجيش الإسرائيلي القول إن القتال ما زال مستمراً في 22 موقعاً داخل إسرائيل، إضافة إلى حالات احتجاز رهائن عدة وصفها بـ«الخطيرة». وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي، استعادة السيطرة على مقر قيادة «فرقة غزة»، وذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أنه بعد 13 ساعة من بدء القتال استعاد الجيش الإسرائيلي السيطرة على مستوطنة «كيبوتس رائيم». وفي «كفر غزة» و«نحال عوز» لا تزال المعارك مستمرة بين المسلحين والسكان المحاصرين هناك.

عشرات الأسرى

إلى ذلك، أعلنت حركة «حماس»، «أسر عشرات الضباط والجنود» من الجيش الإسرائيلي، وتأمينهم في غزة. وقالت في بيان أن في قبضتها «عشرات الأسرى من الضباط والجنود، وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسعفين قولهم، إن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا في قصف صاروخي على تل أبيب، ووسط إسرائيل، وكانت حركة «حماس» أعلنت، في وقت سابق، إطلاق 150 صاروخاً صوب تل أبيب؛ رداً على قيام إسرائيل بتدمير برج سكني وسط غزة.

وكانت طائرات حربية إسرائيلية، قصفت برجاً سكنياً وسط غزة. وقالت مصادر فلسطينية: «إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بصواريخ طائرات مسيّرة «برج فلسطين» السكني المكون من 14 طابقاً لإخلائه قبل أن تدمره الطائرات الحربية بالكامل».

فيما نقل تلفزيون «آي.24 نيوز» عن بيان للجيش الإسرائيلي قوله إنه مستعد لأي تصعيد على الحدود الشمالية. وقال التلفزيون الإسرائيلي إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على عناصر من «حزب الله» اقتربت من الحدود الشمالية قرب بلدة المطلة.

تحذير أمريكي

بدوره، حذّر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، «أي جهة أخرى معادية لإسرائيل من السعي لاستغلال الوضع»، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة «مستعدة لتقديم كل المساعدة اللازمة لدعم حكومة إسرائيل وشعبها»، مضيفاً أنه «لا يوجد أي تبرير للإرهاب على الإطلاق. ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها».

إلى ذلك، أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، أن التصعيد الذي تشهده المنطقة سببه الرئيس هو انسداد الأفق السياسي، وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في تقرير مصيره، وتحقيق استقلاله، وسيادته في دولته بعاصمتها القدس الشرقية.

شاركها.
Exit mobile version