كان الفتى ضياء العديني واحداً من بضعة فلسطينيين وجدوا مستشفى يعمل في قطاع غزة الذي مزقته الحرب بعدما أُصيب في قصف إسرائيلي، لكنه لم يملك وقتاً كافياً لاستعادة قواه بعدما بتر أطباء ذراعيه الاثنتين.

وتعين على العديني البالغ من العمر 15 عاماً أن يهرب فجأة من المنشأة الطبية المكتظة بعدما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها قبل شن هجوم في حربه على حركة حماس. واستطاع العديني الوصول إلى مستشفى ميداني أمريكي.

ونزح كثير من الفلسطينيين خلال الصراع، إذ تحركوا في أنحاء القطاع بحثاً عن ملاذ آمن، إلا أن الحظ لم يحالفهم في أغلب الأوقات.

وإسراع الأشخاص للحفاظ على حياتهم أمر عسير، لا سيما بالنسبة للفلسطينيين من أمثال العديني الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة ووقعوا في براثن فوضى الحرب.

وتوفر ذكريات الأيام السعيدة شعوراً براحة محدودة من الواقع في غزة. وقد حوّلت الضربات الإسرائيلية مناطق كبيرة من القطاع إلى أنقاض وسط تدمير مزيد من المنازل في واحد من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض.

وبينما يسير على شاطئ البحر مع شقيقته آية قال العديني مستعيداً بعض ذكريات الماضي الذي ولى: «كنا نسبح، كنا نتحدى بعض، كنا ننام، أنا وصاحبي محمد السريعي. كنا ننط ونرمي حالنا في المياه».

شاركها.