في ظل صراع محتدم وقتال ضارٍ بين روسيا وأوكرانيا في عدد من الجبهات، فتح الروس نافذة أمل في السلام عبر إعلان الاستعداد لإجراء مفاوضات مع كييف، وأنهم لا يرون أي شروط مسبقة لإجراء المحادثات، فيما تتأهب كييف لإجراء محادثات مع حلفائها طلباً للدعم العسكري.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس أنه مستعد لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عقدت في ربيع العام 2022، إذا طلبت أوكرانيا ذلك.
وخلال جلسة حوار في إطار منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في شرق روسيا، قال بوتين: هل نحن مستعدون للتفاوض معهم؟ لم نرفض ذلك أبداً، إذا ظهرت رغبة في التفاوض لدى أوكرانيا لن نرفض، مؤكداً أن هذه المحادثات لن تتم بناء على بعض المطالب العابرة، ولكن يجب أن تستند إلى الوثائق التي تم الاتفاق عليها وتوقيعها في إسطنبول ربيع العام 2022.
وقال بوتين، إن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية لم ينجح في إبطاء التقدم الروسي في شرق أوكرانيا، بل أدى إلى إضعاف دفاعات كييف على الجبهة بشكل عزز موقف موسكو.
وأوضح بوتين أن القوات الروسية بدأت الآن في طرد القوات الأوكرانية تدريجياً من كورسك. وأضاف أن كييف أضعفت دفاعاتها في مواقع أخرى وأتاحت لموسكو تسريع الهجوم في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، مؤكداً مجدداً أن الهدف الأول لموسكو هو السيطرة الكاملة على دونباس.
وفيما أقر بوتين بأن عدم تمديد كييف العقد مع شركة غازبروم لنقل الغاز الروسي إلى الأوروبيين عبر أوكرانيا بعد 31 ديسمبر، سيكبد بلاده خسائر مالية، أكد بوتين، أن بلاده تهدف إلى مواصلة ضخ الغاز عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه أضاف أن موسكو لا تستطيع إجبار كييف على تجديد اتفاقية النقل التي ينتهي أجلها بنهاية العام الجاري.
وفي الشأن الأمريكي، قال بوتين إن روسيا ستدعم نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية. بدوره، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا لا ترى أي شروط مسبقة لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا في الوقت الراهن، وإن السلطات الروسية لا تناقش إجراء تعبئة جديدة.
طلب دعم
وبينما يستعد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لزيارة قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا اليوم، لإجراء محادثات بشأن المزيد من الدعم الغربي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، يزور وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، والجنرال سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، قاعدة رامشتاين الجوية لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، لمناقشة احتياجات كييف.
في الأثناء، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه من المرجح أن تكون هناك حاجة لهدم برج التبريد الذي تضرر في حريق بمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا. وقال المدير العام للوكالة رافائيل جروسي خلال زيارة للمحطة: هذا البرج الكبير غير قابل للاستخدام في المستقبل، لذلك من المحتمل أن يتم هدمه في وقت ما في المستقبل.
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها سيطرت على قرية زافيتني في شرق أوكرانيا. كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، إن روسيا شنت هجمات على أوكرانيا باستخدام 78 طائرة مسيرة إيرانية الصنع، خلال الليل، مضيفة أن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير 60 منها.