في تحول لافت للتطورات الميدانية، شن الروس هجوماً مضاداً على القوات الأوكرانية في كورسك، استعادوا خلاله 10 قرى، وفيما شددت كييف على أن الرد الروسي يتفق مع التخطيط العسكري الأوكراني، يتجه الأمريكيون والبريطانيون نحو السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى.
أعلنت روسيا، أمس، أن جيشها استعاد 10 قرى من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك. وقالت وزارة الدفاع في بيان، إنه، وخلال عمليات هجومية، استعادت وحدات من جنود فرقة الشمال 10 قرى في يومين.
وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس، أن روسيا تشن هجوماً مضاداً ضد قوات بلاده في منطقة كورسك. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي في كييف: الروس أطلقوا هجوماً مضاداً، وهو ما يتوافق مع خطتنا الأوكرانية، مشيراً إلى أن تصرف الكرملين يتفق مع التخطيط العسكري الأوكراني.
كما أعلن زيلينسكي، أن صاروخاً روسياً أصاب سفينة محملة بالقمح متجهة إلى مصر في البحر الأسود، أمس. وقال زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: صاروخ روسي استهدف شحنة قمح متجهة إلى مصر.. شنت روسيا ضربة على سفينة مدنية عادية في البحر الأسود، بعد خروجها مباشرة من المياه الإقليمية الأوكرانية.
وفي تطورات الميدان، أعلنت السلطات الأوكرانية، أن مدينة بوكروفسك شرقي البلاد، فقدت إمدادات المياه وغاز الطهي والتدفئة، بسبب هجوم روسي متواصل عبر منطقة دونيتسك، أدى إلى تدمير بنى تحتية، وإجبار مدنيين على الفرار من منازلهم.
قال فاديم فيلاشكين، حاكم دونيتسك، إن أضراراً لحقت بمحطة تنقية المياه في بوكروفسك خلال القتال، وحفرت السلطات أكثر من 300 بئر مياه على عجل، لتكون المصدر الوحيد لمياه الشرب بالمدينة. وأضاف أن الروس دمروا محطة للغاز الطبيعي بالقرب من بوكروفسك، وأن حوالي 18 ألف شخص ما زالوا في المدينة، بينهم 522 طفلاً.
إلى ذلك، قال مسؤولون محليون، أمس، إن طائرات روسية مسيرة، ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية للطاقة في بلدة كونوتوب بشمالي أوكرانيا، في هجوم ليلي أدى إلى إصابة 14 شخصاً على الأقل، وانقطاع الكهرباء عن البلدة. وأوضح مسؤولون إقليميون، أن 10 انفجارات وقعت في أثناء الهجوم.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس، قال رئيس البلدية، أرتيم سمينيكين: في الوقت الحالي، يبذل العاملون في مجال الطاقة كل ما في وسعهم لتوفير الكهرباء للمستشفى، ونظام إمدادات المياه، مشيراً إلى أن المستشفيات تواصل عملها.
سماح وشيك
في الأثناء، أصبحت أمريكا وبريطانيا قاب قوسين من رفع القيود على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية بعيدة المدى، لضرب أهداف في العمق الروسي. ونقلت شبكة إم.إس.إن.بي.سي الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول في البنتاغون، طلب عدم كشف هويته، أن اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في واشنطن، المقرر اليوم، سينتهي بالموافقة على استخدام أوكرانيا أنظمة الصواريخ الأمريكية متوسطة المدى، أتاكامز، وصواريخ ستورم شادو البريطانية، لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
على صعيد متصل، ينتظر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قادة بولندا، سعياً لموقف موحد حيال أوكرانيا. ووصل بلينكن إلى بولندا بالقطار، بعد زيارة تضامن مشتركة مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى كييف، إذ تعهدا القيام بمراجعة سريعة لطلبات أوكرانيا الحصول على إذن لتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية، بواسطة صواريخ غربية.
وحذر الكرملين، الغرب، من أن أي قرار يسمح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى، قد يزيد ما وصفه بالتورط المباشر للولايات المتحدة وأوروبا في الحرب، وسيؤدي إلى رد فعل من موسكو.
رفض مبادرة
سياسياً، أعلنت كييف رفضها مبادرة السلام الصينية البرازيلية للحرب في أوكرانيا، ووصفها بأنها مدمرة، معربة عن امتعاضه من عدم مشاركة كييف في العملية. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة نشرتها منصة متروبوليس الإعلامية البرازيلية: الاقتراح الصيني البرازيلي… مدمر، إنه مجرد بيان سياسي، كيف يمكنك أن تقترح وتقول هذه مبادرتنا، دون أن تطلب أي شيء منا؟.
وأوضح زيلينسكي أن المبادرة تفتقر إلى احترام أوكرانيا وسلامة أراضيها، مضيفاً أنه يتعين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يتخذ خطوات لإظهار أنه يريد إنهاء الحرب. وقال الرئيس الأوكراني، إنه عرض مناقشة المقترحات مع الصين والبرازيل.