اتفق قادة دول جوار السودان، أمس، في القاهرة، على إنشاء آلية وزارية لوقف القتال بين الأطراف السودانية المتحاربة والتوصل إلى «حل شامل» للأزمة، التي حذروا من تداعياتها الكبيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وأعلن الاتفاق الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال بيان ختامي ألقاه إثر قمة لقادة دول جوار السودان السبع، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، فيما أشارت مصادر إلى حضور نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، مالك عقار، القمة.

وقال السيسي، خلال البيان الختامي، إنه تم «الاتفاق على إنشاء آلية وزارية تعقد اجتماعها الأول في تشاد لوضع خطة تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال»، بحسب بيان للرئاسة المصرية. وأوضح أن الآلية مُكلفة أيضاً بـ«التوصل إلى حل شامل للأزمة عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها «إيغاد» والاتحاد الأفريقي».

ضمانات

السيسي أفاد أيضاً بأن الآلية تعمل على «وضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب السوداني، على أن تعرض نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة المقبلة لدول جوار السودان».

كما اتفق القادة على «تسهيل دخول المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية ..ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية». وأكدوا على «أهمية الحل السياسي لوقف الصراع، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب في الأمن والرخاء والاستقرار»، وفقاً للبيان.

وقال السيسي إنهم «توافقوا على الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان، وأكدوا على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه واعتبار النزاع الحالي شأناً داخلياً».

تسهيل المساعدات

وذكر البيان الختامي للقمة أن المشاركين توافقوا على أهمية تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، كما كشف عن وضع خطة عمل تتضمن وضع حلول عملية قابلة للتنفيذ لوقف القتال، معرباً عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار القتال الذي تنتج عنه زيادة النازحين والفارين إلى الدول المجاورة.

من جهته، قال الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إنه لا مبرر للحرب في السودان، ومبادرة دول الجوار لها آليات واضحة لتحقيق الاستقرار. وأضاف إن القمة ترمي إلى أن تكون للشعب السوداني كلمة الفصل، وإلى منع التدخلات الخارجية.

فيما قال رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، إن القمة تهدف إلى حل الأزمة، وتأتي في وقت حرج، وهي ليست منتدى جديداً.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إنه يجب احتواء النزاع في السودان بأسرع وقت؛ لأن تداعيات الأزمة كبيرة على المنطقة، داعياً إلى وقف مستدام لإطلاق النار.

من جهته، أكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي، أن بلاده استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني.

 

شاركها.