فيما لا يزال الجدال بشأن السماح لكييف بضرب العمق الروسي محتدماً بين نوايا الغرب وتحذيرات موسكو، يعتزم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عرض خطة النصر على طاولة نظيره الأمريكي، جو بايدن، خلال أيام، وبينما تبادل الروس والأوكرانيون دفعة جديدة من الأسرى، شددت بكين على أن التفاوض هو السبيل الوحيد لحل نزاعي أوكرانيا وغزة.
وأعلن زيلينسكي، أمس، أنه سيلتقي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هذا الشهر ليعرض عليه خطة النصر التي أعدها لإنهاء الحرب مع روسيا. وفيما لم يشر زيلينسكي إلى أي تفاصيل محددة حول كيف يمكن إنهاء الحرب، شدد فقط إلى أن اقتراحه يتضمن نظاماً من الحلول المترابطة التي ستمنح أوكرانيا ما يكفي من القوة لوضع هذه الحرب على مسار السلام.
وقال زيلينسكي، إن هجوم كييف على منطقة كورسك الحدودية الروسية أبطأ تقدم موسكو في شرق أوكرانيا، مضيفاً: لقد أعطى النتائج التي توقعناها، صراحة في منطقة خاركيف، تم إيقاف الروس وتباطأ التقدم في منطقة دونيتسك، على الرغم من أن الوضع صعب للغاية هناك، روسيا نشرت 40 ألف جندي في كورسك. وأشار زيلينسكي، إلى أن الهجمات الروسية المضادة في كورسك لم تحقق حتى الآن نجاحاً كبيراً.
بدوره، قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما، أمس، إن حلف شمال الأطلسي طرف في العمل العسكري في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الحلف يشارك بالفعل بشكل كبير في صنع القرار العسكري. واتهم فولودين، الذي لم يشر لأدلة موثقة لدعم تعليقاته، الحلف بمساعدة أوكرانيا في اختيار المدن الروسية التي يتم استهدافها، والموافقة على تحركات عسكرية بعينها، وإصدار أوامر لكييف.
وكتب فولودين على قناته الرسمية على تلغرام: تناقش الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا إمكانية توجيه ضربات باستخدام أسلحة بعيدة المدى على أراضي بلدنا.. هذه ليست سوى محاولة لإخفاء مشاركتهم المباشرة في العمل العسكري، في الواقع، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها منح أنفسهم الإذن لتنفيذ أعمال عدائية بالصواريخ ضد روسيا.
من جهته، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إن روسيا تختلف تماماً مع تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي قال فيها إنه من الضروري عودة شبه جزيرة القرم للسيطرة الأوكرانية.
وأضاف بيسكوف: موضوع القرم من ضمن الخلافات بيننا وبين أصدقائنا الأتراك، تختلف آراؤنا هنا بشكل كامل.. وفي الوقت نفسه، لا نتخلى عن محاولاتنا التي نعمد فيها إلى شرح وجهة نظرنا وموقفنا لأصدقائنا وزملائنا الأتراك.
توتر وقلق
في الأثناء، وصل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى واشنطن حيث يجتمع مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لبحث إن كان يتعين السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا.
وذكر الإعلام البريطاني، بأن بايدن الذي يشعر بالقلق من إشعال نزاع نووي، مستعد للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بريطانية وفرنسية تعتمد على التكنولوجيا الأمريكية، ولكن ليس الصواريخ المصنعة في الولايات المتحدة.
ورداً على تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السماح بضرب عمق بلاده، قال ستارمر: روسيا بدأت الحرب بشكل غير مشروع.. بإمكان روسيا أن تضع حداً لهذا النزاع فوراً.
طرد دبلوماسيين
وفي مؤشر على ارتفاع منسوب التوتر، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، سحب اعتماد 6 دبلوماسيين من السفارة البريطانية في موسكو. وقال الجهاز في بيان: كإجراء انتقامي على الأعمال غير الودية الكثيرة التي قامت بها لندن، أنهت وزارة الخارجية الروسية.. اعتماد 6 موظفين في القسم السياسي بالسفارة البريطانية في موسكو، متهماً الدبلوماسيين بارتكاب أنشطة تخريبية وجمع معلومات استخباراتية. رفضت الحكومة البريطانية الاتهامات الروسية معتبرة أن لا أساس على الإطلاق لها.
تبادل أسرى
على صعيد متصل، نفذت كييف وموسكو عملية تبادل أسرى، أمس، هي الثانية منذ بدء الهجوم الأوكراني في كورسك، إذ أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عودة 49 أسير حرب إلى بلاده كانوا محتجزين لدى روسيا.
وقال زيلينسكي على تلغرام: عاد 49 أوكرانياً إلى ديارهم، مرفقاً رسالته بصور جنود وبينهم نساء لففن أجسادهن بالأعلام الأوكرانية. وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، الذين حضروا عملية التبادل جنوداً روساً بعضهم ملثم، ينقلون في حافلة في اتجاه الحدود مع بيلاروس.
حل وحيد
كما شدد وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، على أن التفاوض هو الحل الوحيد للنزاعات، مثل حربي غزة وأوكرانيا، خلال كلمة ألقاها أمام منتدى دولي يجمع مسؤولين عسكريين في بكين.
وقال دونغ خلال مراسم افتتاح منتدى شيانغشان الأمني، إن من أجل حل القضايا الساخنة مثل الأزمة في أوكرانيا والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن تعزيز السلام والتفاوض هو السبيل الوحيد، مضيفاً: ما من منتصر في الحروب والنزاعات.. المواجهة لا تفضي إلى أي مكان.. كلما كان النزاع خطراً كلما زادت أهمية عدم التخلي عن الحوار والمشاورات.. وحدها المصالحة يمكنها أن تضع حداً لأي نزاع.
تطورات
ميدانياً، وفيما قالت القوات الجوية الأوكرانية في بيان، أمس، إنها أسقطت 24 من أصل 26 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم على 4 مناطق الليلة قبل الماضية هي أوديسا وميكولايف وإيفانو فرانكيفسك وخملنيتسكي، قالت السلطات في منطقة سومي شمال أوكرانيا، إن شخصين قتلا وأصيب ستة آخرون، بينهم طفل، في هجوم روسي بقنابل موجهة.