عج مسرح الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالتطورات الميدانية، ففيما بسط الروس السيطرة على بلدة جديدة في دونيتسك وواصلوا الضغط في محور تورتسك، أسقط الأوكرانيون عشرات المسيرات الروسية في سماء البلاد، بينما أكد حلف شمال الأطلسي أن توغل كييف في مقاطعة كورسك مشروع، نافياً مشاركته في الهجوم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها بسطت سيطرتها الكاملة على بلدة كيروفو الواقعة بالقرب من باخموت في دونيتسك. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: إن وحدات من مجموعة تسينتر أو المركز نجحت بتحرير بلدة كيروفو الواقعة في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وأشارت الوزارة، إلى القوات الروسية تواصل اندفاعها غرباً في المنطقة وضغطها على القوات الأوكرانية في محور تورتسك. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، تدمير مستودع للذخيرة وقتل 35 عسكرياً أوكرانياً في عمليتين منفصلتين في مقاطعة سومي شمال شرق أوكرانيا.
ونشرت الوزارة، مقطع فيديو يوثق عملية تدمير مستودع أسلحة تابع للقوات المسلحة الأوكرانية في المقاطعة. كما قتل مدنيان وأصيب ثمانية آخرون في هجوم روسي بالقنابل على إحدى قرى منطقة خاركيف الأوكرانية.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، مقتل 400 عسكري أوكراني خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع قتلى أوكرانيا إلى 8200 عسكري منذ بدء محاولة التوغل في مقاطعة كورسك. وذكرت الوزارة، في بيان، أن وحدات من مجموعة الشمال صدت وبدعم من طيران الجيش ونيران المدفعية 6 هجمات أوكرانية، بينما نفذ الطيران العملياتي التكتيكي، ضربات في منطقة سومي على المناطق التي يتركز فيها الأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية.
وأشارت إلى أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية، بلغت خسائر القوات الأوكرانية ما يصل إلى 400 عسكري و18 وحدة من المركبات المدرعة، منها دبابة وثلاث ناقلات جند مدرعة و14 مركبة قتالية مدرعة.
هجوم أوكراني
وفي تطور آخر، قال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود بجنوب غرب روسيا، إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 46 آخرون في هجوم أوكراني على مدينة بيلغورود بالمنطقة. وأضاف جلادكوف، أن 37 من المصابين، ومنهم سبعة أطفال، نقلوا إلى مستشفيات في المدينة التي تبعد 40 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود مع أوكرانيا.
وأظهر مقطع مصور نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ملتقط من داخل سيارة ويُفترض أنه يظهر الهجوم، سيارة أخرى تنفجر في أثناء تحركها على طريق، وبعد ثوانٍ شوهد انفجار على الجانب الآخر من الطريق.
ونددت وزارة الخارجية الروسية بالهجوم، قائلة: مرة أخرى ندعو جميع الحكومات المسؤولة والكيانات الدولية ذات الصلة إلى التنديد بشدة بهذا الهجوم الإرهابي الوحشي، والنأي بنفسها علناً عن نظام كييف وما له من رعاة غربيين يرتكبون مثل هذه الجرائم، مشيرة إلى أن العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها روسيا ستستمر حتى تحقق جميع الأهداف، بما في ذلك نزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني أمس بأن الدفاعات الجوية أسقطت 24 من أصل 52 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليلة الماضية على ثماني مناطق بأنحاء أوكرانيا.
وأضاف في بيان على تيليغرام أن 25 طائرة مسيرة من طراز شاهد سقطت من تلقاء نفسها فيما حلقت ثلاث مسيرات أخرى باتجاه روسيا وروسيا البيضاء. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة جراء الهجمات.
قتلى حرب
في الأثناء، أعلن موقع ميديازونا الروسي المستقل، بالتعاون مع خدمة بي.بي.سي الروسية، أنه تمكن من تحديد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قتلوا منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ونشر التعداد في تحقيق مشترك بينهما تم إنجازه في 30 أغسطس الماضي، مستنداً إلى البيانات الصحافية الرسمية أو المنشورات في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن رصد المقابر. وقال موقع ميديازونا في بيان: حتى 30 أغسطس، نعرف أسماء 66471 جندياً روسياً قتلوا في الحرب.
موقف أطلسي
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن تقدم أوكرانيا عبر الحدود مشروع، نافياً مشاركة الحلف في الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك.
وقال ستولتنبرغ: أوكرانيا لم تطرح خططها بشأن كورسك مع الناتو ولم يلعب الحلف أي دور، لقد شنت روسيا منذ أكثر من 900 يوم حرباً غير مبررة ضد أوكرانيا، ونفذت هجمات لا حصر لها على أوكرانيا من وراء الحدود في كورسك، والجنود والدبابات والقواعد الروسية هناك أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، مثل جميع العمليات العسكرية، فإن هذا الأمر محفوف بالمخاطر.. لكنه قرار أوكرانيا حول كيفية الدفاع عن نفسها.