طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، بمراجعة شاملة لسلوك الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وعبر عن أسفه حيال إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل ناشطة أمريكية تركية في احتجاج على التوسع الاستيطاني، وهو ما قالت إسرائيل إنه كان حادثا غير متعمد.
وقُتلت عائشة نور إزجي إيجي (26 عاما) بالرصاص يوم الجمعة في مسيرة احتجاجية في قرية بيتا بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية، حيث يشن مستوطنون إسرائيليون ينتمون إلى تيار اليمين المتطرف هجمات متكررة على الفلسطينيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه يرجح أن الجنود هم من أطلقوا الرصاصة التي قتلتها، لكنه قال إن مقتلها لم يكن متعمداً وعبر عن أسفه الشديد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في أقوى تصريحاته التي تنتقد القوات الإسرائيلية حتى الآن، إن القتل “بلا مبرر وبلا استفزازات”، مشيراً إلى أن واشنطن ستصر على أن تجري الحكومة الإسرائيلية تعديلات على طريقة مباشرة قواتها للعمليات في الضفة الغربية.
وأضاف للصحفيين في لندن: “لا ينبغي إطلاق النار على أي شخص وقتله لمشاركته في احتجاج. ولا ينبغي أيضاً لأحد أن تكون حياته في خطر لمجرد التعبير بحرية عن آرائه”.
وتابع: “وفقاً لتقديرنا، فإن القوات الإسرائيلية بحاجة إلى إجراء تعديلات جوهرية في طريقة مباشرتها للعمليات في الضفة الغربية، فضلاً عن تعديل قواعد الاشتباكات.. هناك مواطنان أمريكيان لقيا حتفهما على أيدي القوات الإسرائيلية. وهذا غير مقبول”.
وأحجم متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن التعقيب على تصريحات بلينكن.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم الثلاثاء، إن قادة من الجيش أجروا تحقيقاً في الحادث، وتوصلوا إلى أن إطلاق النار لم يكن صوب نحوها بل نحو فرد آخر وصفه بأنه “المحرض الرئيسي لأعمال الشغب”.
وأضاف: “وقع الحادث أثناء أعمال شغب عنيفة أحرق خلالها عشرات من المشتبه في أنهم فلسطينيون إطارات سيارات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة عند مفرق بيتا”.
وقالت إسرائيل إنها أرسلت طلباً إلى السلطات الفلسطينية لإجراء تشريح للجثة.
وشهدت الضفة الغربية زيادة في الهجمات العنيفة التي يشنها مستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما أثار غضب حلفاء إسرائيل الغربيين من بينهم الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على بعض الإسرائيليين الضالعين في توغل المستوطنين المتطرفين.
ويحتج الفلسطينيون أسبوعياً في بيتا منذ 2020 على توسيع مستوطنة إيفياتار، وهي بؤرة استيطانية قرب بيتا.
واتخذ أعضاء متطرفون في الائتلاف الحاكم في إسرائيل إجراءات لشرعنة بؤر استيطانية غير مصرح بها سابقا مثل إيفياتار، وهي خطوة تقول واشنطن إنها تهدد استقرار الضفة الغربية وتقوض الجهود الرامية إلى حل الدولتين.
ومنذ حرب 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الأردن، وهي المنطقة التي يرغب الفلسطينيون في أن تكون نواة دولتهم المستقلة مستقبلا.
وتوسعت إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تعتبرها معظم الدول مخالفة للقانون. وترفض إسرائيل هذا الاتهام، مشيرة إلى روابط تاريخية وتوراتية بالمنطقة.