يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ضغوطاً داخلية وخارجية، من أجل تعديل مبادئ التفاوض بخصوص هدنة غزة وذلك بالتخلي عن أولوية التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا والتركيز على الرهائن الذين يتناقص عددهم باستمرار جراء العمليات العسكرية بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في غزة.
وذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل”، التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحلفائه هاجموا وزير الدفاع يوآف غالانت في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني أمس والذي عقد بعد ساعات من استعادة القوات الإسرائيلية جثث ستة رهائن أسرتهم حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر واتهمت إسرائيل الحركة بقتلهم قبل وصول الجنود إلى موقع الرهائن، وهو ما نفته حماس.
وجاء الاجتماع عشية الإضراب العام الذي دعا إليه اتحاد الهستدروت العمالي اليوم ، حيث نزل مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع مساء الأحد للمطالبة باتفاق وقف إطلاق نار وسط غضب متصاعد تجاه الحكومة لفشلها في التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب لإنقاذ الرهائن.
وفي الاجتماع الذي عقد مساء الأحد، ورد أن غالانت وصف الطلب بحفاظ إسرائيل على سيطرتها على ما يسمى بمحور فيلادلفيا الذي يفصل مصر عن غزة بأنه “قيد غير ضروري فرضناه على أنفسنا”. وحذر من أنه نتيجة لذلك، الحكومة “لن تحقق أهداف الحرب التي حددناها لأنفسنا”، وفقًا لتعليقات انتشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام الناطقة باللغة العبرية.
وقبل الاجتماع، نشر غالانت على موقع إكس دعوة عامة لمجلس الوزراء الأمني لعقد اجتماع يناقش إلغاء تصويت مجلس الوزراء على سيطرة إسرائيل على فيلادلفيا، وهي نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات الجارية مع حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح 101 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة.
وبحسب ما ورد، قال غالانت للوزراء: “إعطاء الأولوية لمحور فيلادلفيا على حساب أرواح الرهائن هو عار أخلاقي”.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل مستنكرة من وزراء آخرين.
وذكرت التقارير أن نتانياهو نفسه أبلغ غالانت بأنه متمسك بمطالبه على الرغم من مقتل الرهائن الستة.
ورداً على الضغوط من وزراء في حكومته ومؤسسات نقابية إسرائيلية، زعم نتانياهو، إن حركة حماس تحصل على السلاح عبر محور فيلادلفيا، في محاولة منه لتدعيم موقفه المتمسك بإعطاء الأولوية لهذا الملف في المفاوضات.
وأضاف: “كلنا نرغب بإعادة الأسرى لكن يجب ألا نتخلى عن محور فيلادلفيا لأنه هو شريان الحياة حماس ومتنفسها”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية. وشدد على أنه: “من يصرح بإمكانية انسحابنا من فيلادلفيا لمدة 42 يوما (مدة الهدنة المقترحة) يعرف أنها ستتحول إلى 42 عاما”.
وقال نتنياهو بحسب التقارير إنه إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا، فإن “الرهائن سيتم نقلهم إلى سيناء، ومن ثم إلى إيران”، مضيفا إن “الولايات المتحدة وافقت بالفعل على هذا، فلماذا تعارضونه؟”.
ولكن زعمت التقارير أن نتانياهو قال أيضا إنه مستعد للتنازل في مجالات أخرى غير محور فيلادلفيا، مؤكدا أن صفقة الرهائن مع حماس لا تزال ممكنة.
ونقل عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قوله: إذا استجبنا لمطالب حماس، كما يريد غالانت، فإننا سنخسر الحرب”.
وقدم اقتراحاً غير مسبوق، فقال إنه يجب أن تحتل إسراييل أجزاء من غزة بشكل دائم مقابل كل رهينة ميت ولا تعيد تلك المناطق أبدًا.
وذكرت التقارير أن وزير العدل ياريف ليفين ووزير الخارجية يسرائيل كاتس اتهموا غالانت بخلق ديناميكية تحصل فيها حماس على تنازلات من إسرائيل نتيجة لقتل الرهائن.
ونقلت “تايمز أوف إسرائيل” عن مصادر أن الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف الحاكم يدعو إلى اتخاذ خطوات بعيدة المدى ردا على مقتل الرهائن، حيث دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى تمرير قانون يحدد عقوبة الإعدام لجرائم الإرهاب.