تستضيف جنوب أفريقيا، في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس المقبل، القمة الـ 15 لمجموعة «بريكس»، التي تحظى هذا العام بأهمية متزايدة؛ في ضوء التطورات العاصفة التي يشهدها العالم، ومع تحالف ينظر إليه باعتبار أنه يمكن أن يشكل تهديداً مباشراً لنظام القطب الواحد.

وتزداد أهمية قمة المجموعة – التي تضم خمسة من أكثر الاقتصادات الناشئة ديناميكية (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) – هذا العام، بالنظر إلى طلبات الانضمام للتكتل، في ظل ما تحظى به من ثقة في الأوساط الدولية.

تلقت المجموعة 22 طلب انضمام، علاوة على دول أخرى أبدت اهتمامها بالانضمام، بحسب ما أعلن مندوب جنوب أفريقيا في «بريكس»، أنيل سوكلال، الذي تحدث عن «الاهتمام المتزايد بالمجموعة»، ما يعكس حجم الثقة بها.

تكتلات

يقول الخبير الاقتصادي، بلال شعيب لـ «البيان»، إنه في ظل الأوضاع الراهنة، فإن العالم كله يسعى نحو التكتلات السياسية والاقتصادية، وتبزغ أهمية الـ «بريكس» في هذا الإطار كونه تحالف «يهدف إلى كسر الهيمنة الغربية، وإحداث التوازن في النظام الدولي، وإيجاد عملة بديلة للدولار المهيمن على العالم».

ويلفت إلى أن المجموعة – التي تشكل دولها 40 % من مساحة العالم، ويقطن بها ما يزيد على 40 % أيضاً من سكان الأرض وتستحوذ على 60 % من الثروة العالمية – فتحت شهية عديد من دول العالم للانضمام إليها، لما يحققه الانضمام لهذا التكتل من مكاسب على ثلاثة صعد (سياسياً واقتصادياً وأمنياً)، وبالنظر إلى دور المجموعة كحائط صد أمام الهيمنة الغربية والأمريكية، وبالتالي «نحن أمام تجمع يتوسع ومن المتوقع – في ضوء طلبات الانضمام الجديدة – أن يشكل 50 % من اقتصاد العالم».

المجموعة التي ينظر إليها كمنافس لمجموعة السبع، حيث بلغت نسبة مساهمتها في الاقتصاد العالمي نحو 31.5 % مقابل 30.7 % لمجموعة السبع، يقول عنها مستشار البنك الدولي أستاذ الاقتصاد، الدكتور محمود عنبر، لـ «البيان»، إنها من أقوى التكتلات الاقتصادية، والتي نجحت في أن تفوق حجم ناتج مجموعة السبع، وبالتالي «أمر طبيعي أن تتواصل طلبات الانضمام إلى المجموعة لما تشغله من مكانة مؤثرة في الاقتصاد العالمي، وفي وقت تبزغ أهمية التكتلات عموماً في ضوء الأوضاع التي يشهدها العالم حالياً ومع تبعات الحرب في أوكرانيا».

صراع أم منافسة؟

لكنه على الجانب الآخر يرى أن «ثمة مخاوف من أن تكون توسعة التحالف مدعاة لزيادة التوتر والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، ولا سيما بالنظر إلى الدور الروسي والصيني الكبير في المجموعة»، مضيفاً: «العالم محتقن إلى حد كبير الآن، وسلاح العقوبات يتم توظيفه على نحو واسع بين الدول، وهناك مخاوف من أن تتعامل دول بريكس بمنطق الصراع (وليس المنافسة) مع الغرب».

ويوضح عنبر أن وجود التكتل وتوسعته على ذلك النحو المرتقب يجعله يشكل قدراً من التوازن على المستوى الاقتصادي العالمي، في مواجهة الدول السبع، لكن إذا ما تم التعامل بمنطق «الصراع» فإن البلدان النامية هي من ستدفع الثمن.

شاركها.