اتهمت السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم السبت أوكرانيا بتفجير مخزن ذخيرة بهجوم بطائرات مسيّرة ما دفعها إلى إجلاء السكان من المناطق المحيطة وتعليق حركة السكك الحديد.

وأتى الهجوم بعد خمسة أيام من تعرض جسر مضيق كيرتش لهجوم أوكراني، وهو الوحيد الرابط بين شبه الجزيرة التي ضمّتها روسيا في العام 2014 والبرّ الروسي.
يعد الجسر ممراً حيوياً لنقل الامدادات الى الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ بدء الغزو مطلع 2022.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد بنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو،  والذي عمل كوسيط بين الكرملين وبيفغيني بريغوجين قبل حوالي شهر عقب تمرد مجموعة فاغنر الفاشل في روسيا.

وبدأت كييف في مطلع يونيو، هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق في شرق أوكرانيا وجنوبها تسيطر عليها القوات الروسية، مؤكدةً خصوصاً رغبتها في استعادة شبه جزيرة القرم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر أسبن للأمن الجمعة، إنه يجب تعطيل الحركة على جسر القرم، مؤكداً أنه بُني في انتهاك للقانون الدولي. 

واعتبر أن الجسر يساهم في “تزويد شبه جزيرة القرم بالذخيرة”.

هجمات بمسيّرات 

وقال حاكم شبه الجزيرة سيرغي أكسيونوف عبر تطبيق تلغرام السبت “حصل انفجار في مخزن ذخيرة نتيجة هجوم بطائرات مسيّرة معادية على مقاطعة كراسنوغفارديسكي” الواقعة في وسط شبه جزيرة القرم.

وأضاف “تم اتخاذ القرار بإجلاء الناس في نطاق خمسة كيلومترات”، مؤكدا أنه “بهدف تقليل المخاطر، تم اتخاذ القرار أيضا بتعليق حركة القطارات على السكك الحديد في القرم”، دون أن يُقدم تفاصيل إضافية بشأن موقع الهجوم.

وأوضحت السلطات الموالية لموسكو في وقت لاحق أنه تم إيقاف قطارين أحدهما يتجه من موسكو إلى سيمفيروبول المدينة الرئيسية في شبه جزيرة القرم، بينما يسلك الآخر الاتجاه المعاكس.

كما أعلنت أن الهجوم تسبب أيضًا في تعليق حركة السير مؤقتاً على جسر القرم.

مقتل صحافي روسي

وزادت وتيرة الهجمات على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود في الأسابيع الأخيرة.

وتعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسياً للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام “مسيّرات بحرية”.

وانهار قسم من الجزء الطرقي من الجسر، و”قُتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر” جراء الهجوم، بحسب لجنة تحقيق روسية.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على الجسر الاستراتيجي، مضيفاً “سيكون هناك بالتأكيد رد من جانب روسيا”.

والسبت، اتهم فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا والتي تتعرض لضربات باستمرار، كييف بقصف قرية جورافليفكا بذخائر عنقودية.

وقال الحاكم على تلغرام “في منطقة بلغورود، أطلق (الجيش الأوكراني) 21 قذيفة مدفعية وثلاث ذخائر عنقودية من راجمة صواريخ على قرية جورافليفكا”.

إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي في بيان مقتل الصحافي الروسي في وكالة “ريا نوفوستي” للأنباء روتيسلاف جورافليف السبت في ضربة أوكرانية على منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا.

وقال الجيش الروسي “شنّت وحدات من القوات المسلّحة الأوكرانية هجومًا مدفعيًا على مجموعة من الصحافيين … ما تسبب بإصابة أربعة صحافيين بجروح متفاوتة الخطورة”.

من جانبها حملت وزارة الخارجية الروسية الغرب مسؤولية مقتل الصحافي الروسي وتوعدت بالرد. وقالت الخارجية الروسية في بيان “كل شيء يشير إلى أن الهجوم على مجموعة الصحافيين لم يتم بالصدفة”. وأضافت: “ليس لدينا أوهام بأن المنظمات الدولية المختصة ستفضل، كما حصل في السابق في مثل هذه الحالات، غض الطرف عن هذه الجريمة النكراء”.

في الوقت نفسه، أفادت القناة التلفزيونية الألمانية العامة دويتشه فيله أن أحد مصوريها الأوكرانيين أصيب بقذائف عنقودية روسية أثناء إعداده تحقيقًا حول الجيش الأوكراني بالقرب من خط المواجهة.

  اتصال بين زيلينسكي وستولتنبرغ

وبينما يستمر القتال في شرق أوكرانيا، شهد الأسبوع الحالي ارتفاعاً في منسوب التهديدات بشأن البحر الأسود، بعد خروج روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وحذرت كل من موسكو وكييف السفن في البحر الأسود من إمكانية استهدافها في حال توجهها إلى موانئ معادية.

السبت، قال زيلينسكي إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بشأن “فتح” ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود.

وأوضح زيلينسكي في تغريدة “لقد حددنا … مع ستولتنبرغ الأولويات والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود واستغلاله على نحو مستدام”.
 

شاركها.