تتجه الأنظار إلى النيجر حيث تشتد لعبة شد الحبال، في ظل تهديد مجموعة غربي إفريقيا (إيكواس) بالتدخل عسكرياً بهدف إعادة النظام الدستوري في النيجر، والاستعداد المضاد من جانب النيجر التي بدأت حملة تطوع، وانضمت لها مالي وبوركينا فاسو في التصدي لتدخل عسكري محتمل يضع الطرفين على حافة المواجهة.

ووصل وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا (إيكواس) إلى نيامي أمس، في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة، غداة إعلان المنظمة استعدادها للتدخل عسكرياً.

ويرأس الوفد الرئيس النيجيري السابق عبدالسلام أبو بكر، وفقاً لوحدة الاتصال في «المجلس الوطني لحماية الوطن» والذي تولى السلطة في نيامي جراء الانقلاب في 26 يوليو.

وأكّد مصدر مقرّب من «إيكواس» أنّ الوفد يريد نقل «رسالة حازمة» إلى العسكريين في نيامي، ولقاء الرئيس محمد بازوم الذي ما زال محتجزاً.

وما زالت «إيكواس» تمنح الأولوية للسبل الدبلوماسية، على الرغم من إعلانها المتكرر أنّها «مستعدة للتدخل» العسكري لإعادة النظام الدستوري بالقوة إلى النيجر.

مبادرة دبلوماسية

وشهد يوم الجمعة مبادرة دبلوماسية، إذ التقى رئيس وزراء النيجر المعيّن من قبل الجيش علي محمد الأمين زين وفداً من الأمم المتّحدة برئاسة ليوناردو سانتوس سيماو، الممثّل الخاص للأمين العام لشؤون غربي إفريقيا والساحل الإفريقي.

كما وصلت السفيرة الأمريكية الجديدة كاثلين فيتزجيبون إلى نيامي لتعزيز جهود الحل السياسي. وقالت الخارجية الأمريكية «بصفتها دبلوماسية رفيعة المستوى تتمتع بخبرة كبيرة متخصصة في غربي إفريقيا، فهي في وضع فريد لقيادة جهود الحكومة الأمريكية لدعم المجتمع الأمريكي والحفاظ على الديمقراطية التي اكتسبتها النيجر بشق الأنفس».

تهديد واستعداد

ومنذ الانقلاب تلوّح إيكواس بالخيار العسكري، ولكنّها لم تُقدم حتى اليوم على أيّ خطوة ميدانية في هذا الاتّجاه. ولا تزال هناك العديد من الأسئلة المتعلقة بالتدخل. وفي نيجيريا، سيحتاج البرلمان إلى الموافقة على العملية كما قاوم البرلمان الغاني نشر قوات حتى الآن.

وهناك معارضة كبيرة للتدخل العسكري في النيجر، وخاصة في الدول المجاورة وبين عامة السكان في المنطقة.

والمجال الجوي فوق النيجر مغلق منذ الانقلاب، ويسيطر المجلس العسكري على المطار في العاصمة نيامي. ويعد المجلس العسكري مدرباً جيداً ومجهزاً تجهيزاً جيداً.

ولكنّ العسكريين في نيامي قابلوا التهديد بمثله، إذ إنّ النظام الجديد المنبثق من الانقلاب لا ينفكّ يؤكّد أنّ أيّ تدخّل مسلّح من جانب «إيكواس» سيكون «عدواناً غير قانوني وعبثي». وتجمع آلاف المتطوّعين أمس، بالقرب من ملعب سيني كونتشي وسط نيامي تلبية لدعوة أطلقتها منظّمات عديدة مؤيّدة للانقلابيين.

ودعت هذه المنظمات مواطني النيجر إلى تسجيل أسمائهم مؤازرين مدنيين للجيش يمكن لاحقاً تجنيدهم لدعم القوات المسلّحة.

استراتيجية دفاعية

ووضعت النيجر، إلى جانب مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، استراتيجية دفاعية مع «إجراءات ملموسة» رداً على تهديدات «إيكواس»، حسب ما أعلن التلفزيون الرسمي النيجري.

وقال وزير دفاع بوركينا فاسو قسوم كوليبالي أمس، بعد اجتماع لممثلي الدول الثلاث في العاصمة النيجرية نيامي «نحن مستعدون لهجوم».

شاركها.
Exit mobile version