لا تزال ظاهرة انفلات الجماعات المسلحة غربي ليبيا تثير مخاوف من إمكانية الدفع بمدن الساحل الغربي إلى حالة من الفوضى على غرار ما حدث خلال الأيام الماضية في مدينتي الزاوية والخمس.
وشهدت الزاوية الواقعة إلى الغرب من طرابلس بمسافة 45 كلم اشتباكات مسلحة، أمس، بين «الكابوات» وعناصر تابعة لآمر قوة الإسناد الأولى ونائب رئيس جهاز مكافحة التهديدات الأمنية، محمد بحرون، الخاضع حالياً للتحقيق بشبهة التورط في اغتيال آمر الكلية البحرية العسكرية عبدالرحمن ميلاد، الإثنين الماضي.
محاولة اغتيال
وقالت مصادر أمنية لـ«البيان»: إن سبب الاشتباكات في الزاوية يعود إلى مقتل أحد عناصر «الكابوات» ويدعى علي بن حسن بإطلاق ناري أول من أمس، في حين تعرض شقيق بحرون لمحاولة اغتيال، وهدم منزله.
ويخشى الليبيون من احتدام الصراع بين الجماعات المسلحة في ثالث أكبر مدن غربي ليبيا بعد طرابلس ومصراتة، ولا سيما بعد الإعلان عن تورط ثلاثة عناصر من جماعات مسلحة محلية في اغتيال عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ«البيدجا».
اشتبكات دامية
وفي سياق متصل عرفت مدينة الخمس الواقعة إلى الغرب من طرابلس بمسافة 130 كلم اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم في حالة خطيرة. وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ لمواجهة أية إمكانية لتجدد الصراع بين المسلحين في ظل ما وصفه المراقبون بتغول الجماعات المسلحة بمدينة مصراتة المجاورة في داخل مدينة الخمس وضواحيها.
وفي مسعى لحلحلة الأزمة تعتزم وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري دي كارلو، زيارة ليبيا بداية من اليوم، حيث تلتقي مع شخصيات سياسية لمناقشة أوضاع البلاد.
ودشن أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، أمس، اجتماعاً في مدينة سرت هو الثاني من نوعه في غضون أسبوعين، في محاولة لتلافي المزيد من الانقسام وقطع الطريق أمام إمكانية العودة إلى مربع الفوضى.