لا يزال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، متمسكاً بحل الدولتين، كسبيل وحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتجنّب التوتر والعنف، بيد أن الحل، بحسب محللين ومراقبين، يحتاج إلى خطوات عملية، ووقف ممارسات «إجهاض» مساعي تحقيقه.
لكن ما يهم الفلسطينيين أن يلمسوا أفعالاً ومواقف مؤثرة، بعيداً عن لغة الشعارات والأقوال، بأن يجعل بايدن من تصريحاته حول «الحل» شيئاً مذكوراً، عدا ذلك سيظل مجرد شعارات مرفوعة «بلا قيمة».
الشارع الفلسطيني، يأمل من بايدن الإيفاء بوعوده، وتنفيذ برنامجه السياسي حيال الفلسطينيين، الآخذ بالتلاشي نتيجة تسارع الأحداث الإقليمية والعالمية، فرؤية اللجنة الرباعية الدولية أخذت وقتاً كافياً دون تحقيق تطلعات، وما لم يمضِ بايدن قدماً في المسار السياسي، فإن الحديث عن حل الدولتين سيصبح نسياً منسياً.
تقول أستاذ الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي في الجامعة العربية الأمريكية بفلسطين، دلال عريقات، إن أفضل طريقة لتحقيق تعاون الأطراف المتنازعة، تكمن في بناء نتائج تدريجية، ما من شأنه تعزيز الثقة، وإظهار الجدية حيال الحلول المطروحة، وترى أن سياسة البناء «خطوة خطوة»، التي تنتهجها الإدارة الأمريكية تحتاج لإعادة الرواية حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنهائه عوضاً عن هدر الوقت.
ووفقاً لعريقات، فإن الفلسطينيين علّقوا آمالاً كبيرة على بايدن، بأن يشهدوا تصحيحاً للقرارات غير القانونية التي أقرّتها الإدارة السابقة.
ويرجّح الكاتب والمحلل السياسي، هاني العقاد، أن يواصل بايدن العمل للخروج من الموقف المتأزم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بتجديد الدعوة لقمة ثلاثية (أمريكية فلسطينية إسرائيلية)، وإقناع الطرفين بالعودة إلى المفاوضات، الأمر الذي يستوجب على الفلسطينيين إعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل، وفقاً لمتغيرات المشهد الراهن.
أما فلسطينياً، يبدو الانقسام بشأن تصريحات بايدن الأخيرة حول حل الدولتين سيّد الموقف، فالجانب الفلسطيني منقسم على نفسه، وغالبية قواه السياسية تغلّب مصالحها الحزبية على المصلحة الوطنية العليا، ونتيجة لذلك يغلب التناقض الداخلي على التناقض مع إسرائيل.
ولا يختلف المشهد إسرائيلياً، فيرى الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية وديع عواودة، أن الحسابات الشخصية طغت عمّا سواها لدى النخب السياسية في إسرائيل حيال العلاقة مع الإدارة الأمريكية.